تعتبر المغرب من الدول العربية التي تستحق الزيارة وهي تجذب عددا كبيرا من السياح سنويا. ما يميز المغرب كمقصد للسياحة هو تنوعها الكبير فإن كنت من محبي التاريخ والتراث أو من محبي الطبيعة والجبال أو من عاشقي سياحة الشواطئ والرياضات المائية فإن المغرب لديها ما يشبع شغفك وأكثر. الشهور الأفضل لزيارة المغرب من شهر مارس وحتى شهر مايو حيث إن تلك الشهور تعتبر الأمثل من حيث اعتدال الجو ولا يتعدى الأمر سقوط أمطار خفيفة أحيانا. تكلفة السياحة في المغرب تعتبر معتدلة إلا إذا اخترت الإقامة في الفنادق الفاخرة وتناول الطعام في مطاعم مميزة، في تلك الحالة تكلفة رحلتك معادلة للسياحة في دولة أوروبية. أما إذا قمت باختيار الفنادق الثلاث أو أربعة نجوم والمطاعم المحلية فإنك ستتمكن من خلال ميزانية معتدلة الاستمتاع برحلة مميزة للمغرب. يوجد العديد من المدن المغربية التي تستحق الزيارة مثل مراكش والرباط ولطنجة وشفشاون والدار البيضاء وفاس وغيرهم من المدن. سطور مقالنا ستخص ثلاث مدن يمكنك زيارتها في رحلتك إلى المغرب ونشجعك على اكتشاف المزيد عن المدن الأخرى واختيار الأنسب لك.

مراكش

الصورة عبر Peter Orsel على unsplash
الصورة عبر Peter Orsel على unsplash

تسمى مراكش أحيانا بالمدينة الحمراء ويعود ذلك الاسم للجدران الحمراء التي بناها المرابطون في القرن الثاني عشر، وتعتبر مراكش من الوجهات السياحية المميزة في المغرب. وتعتبر المدينة عاصمة الإمبراطورية الأندلسية لذا؛ فهي مدينة ذات تاريخ عريق. وإن كنت من محبي الطبيعة فإن مدينة مراكش ستحوذ على إعجابك وذلك لما لها من طبيعة ساحرة. على أرض مراكش خليط من الماضي والحاضر، عمارة تقليدية وأسواق مميزة ذات مذاق عربي أصيل.

ADVERTISEMENT

تمتع بالأسوار التاريخية والحدائق ذات التصميم الفريد والمتاحف والمعالم الأثرية. حديقة ماجوريل التي تحتوي على نباتات نادرة وأشجار مميزة وزهور باهرة. تعكس برك المياه بداخل الحديقة زرقة السماء وتعتبر فرصة للتأمل والاستمتاع بالهدوء. كما تضم الحديقة متحفا للفنون الإسلامية التقليدية والمجوهرات الجاذبة.

أما جامع الفناء فيعتبر قلب المدينة النابض حيث يتجمع في ساحته رواة القصص والموسيقيين الذين يقدمون تراث الموسيقى الشعبية للمغرب ويمكنك أيضا مشاهدة مروضي الأفاعي والأحجيات. كذلك يمكنك تجربة الطعام المغربي والمشروبات الطبيعية الطازجة من الأكشاك المنتشرة في الساحة. يعتبر الجامع أحد الأمثلة على الهندسة المعمارية الفريدة.

ستشعر عند زيارة مراكش أنك في المكان الأمثل لفهم التراث المغربي بشكل أوضح. تحتوي الأسواق على الملابس التقليدية للمغرب والعطور والتوابل. أثناء المشي في الشوارع ستشعر أنك في رحلة للماضي بين البيوت ذات الألوان الدافئة وبائعي المنتجات اليدوية مثل النحاسيات والفخار.

ADVERTISEMENT

يعتبر قصر البديع أيضا من المعالم المهمة عند زيارة مراكش. يتكون القصر من العديد من الأجنحة والحدائق الغنية بالزهور والنباتات وبرك الماء التي تعكس جمال السماء. جدران القصر غنية بالزخارف وأشغال الفسيفساء. ارتفاع أبراج القصر يعطيك إطلالة مميزة على المدينة والمباني المحيطة بالقصر ويمكنك منهم التقاط صور رائعة لتسجيل رحلتك.

يمكنك أيضا زيارة منطقة ستي فاطمة المحاطة بالشلالات والاستمتاع بتناول الفاكهة الطازجة والعصائر وغيرها من المأكولات في إطلالة مميزة حيث مياه الشلالات تتدفق حولك. ولا يفوتك زيارة بابا مراكش والتسوق من الأسواق الشعبية الغنية بالمنتجات المحلية.

إن كان سفركم مع أطفال أو مراهقين لا تفوتون زيارة حديقة ميراج المائية وجبل أوكايمدن وركوب التلفريك لقمة الجيل وإن كانت رحلتك في فصل الشتاء فيمكنكم التمتع بالتزحلق على مسارات الجليد الذي يغطي قمة الجبل ويمكنكم زيارة مولات مراكش أيضا والقيام بالتسوق.

ADVERTISEMENT

طنجة

الصورة عبر Raúl Cacho Oses على unsplash
الصورة عبر Raúl Cacho Oses على unsplash

تعد طنجة لؤلؤ الشمال المغربي فهي مدينة ساحرة وستفوق توقعاتك وتجذب طنجة 47% من السائحين الأجانب. تمتع بالمقاهي التقليدية والمباني التراثية التي تعانق الشواطئ الزرقاء الصافية. أثناء زيارتك لطنجة يمكنك زيارة مغارة هرقل ذات الموقع الفريد على سفح جبل طارق بمحاذاة مياه خليج طنجة. المغارة عبارة عن غرف وممرات ككهوف وصالات ضخمة ذات أعمدة مميزة تشكلت طبيعيا من خلال قطرات المياه المتساقطة على مر العصور. النقوش الصخرية واللوحات بداخل المغارة تعود لعصور ما قبل التاريخ. عند زيارة المغارة ستتمكن من معرفة تاريخ المنطقة والاستمتاع بعجائب طبيعية في باطن الأرض يصعب أن تقارنها بأى مكان آخر مثلها.

منتزه الرميلات وهو أحد المزارات السياحية المعروفة وهو على سفح جبل طارق وبالتالي، يطل على الخليج وشاطئ البحر. المنتزه ذو تصميم معماري فريد ويحتوي على نوافير راقصة وممرات تظللها الأشجار ويمكنك التمتع بالمأكولات المحلية من خلال المطاعم والمقاهي الموجودة بالمنتزه ويمكنك أيضا زيارة متحف الفنون التشكيلية والذي يتيح أيضا حضور عروض فنية وموسيقية شعبية فريدة.

ADVERTISEMENT

من المعالم الرائعة أيضا ميناء طنجة وهو على ضفاف البحر المتوسط ويطل على مضيق جبل طارق الشهير ويربط بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. موقع الميناء المتميز بالقرب من أوربا يجعله موقعا أساسيا للتجارة الدولية ونقطة وصول للسياح أيضا.

تحتوي طنجة على شواطئ رائعة ذات مياه صافية ورمال ناعمة وبالتالي، هي الوجهة الأمثل إذا كنت من عشاق السباحة. شاطئ المتوسط يعتبر من أشهر شواطئ المنطقة ويتميز برماله وبأشجار النخيل الكثيفة التي تعطيه أجواء الشاطئ الاستوائي. أما إذا كنت من محبي مشاهد الغروب المميزة فإن شاطئ الأندلس يعتبر الوجهة الأفضل لك.

مسجد طنجة الكبير يعد أيضا تحفة معمارية تستحق الزيارة فهو يمزج الطراز المغربي بالطراز الأندلسي. ارتفاع المئذنة 40 مترا ويزين المسجد من الداخل زخارف رائعة وأيات قرآنية منقوشة بخط فني جميل. ولا تفوت زيارة المدينة القديمة بمنازلها ذات الشرفات الخشبية المميزة وأزقتها. تجول بين بائعي المنتجات اليدوية المحلية الصنع والتي يمكنك فيها التسوق من مئات السلع التذكارية ويمكنك أيضا زيارة المتاحف ذات القطع الفنية والأثرية.

ADVERTISEMENT

لا يفوتك زيارة منارة رأس سبارتل ذات الطراز المعماري البرتغالي وتقع المنارة على شبه جزيرة مطلة على المحيط الأطلسي وتعود للقرن السابع عشر وقت الاحتلال البرتغالي وهي من 4 طوابق وبنيت من الحجر الجيري وهي مكان رائع لالتقاط الصور. ولا تنس شرب الشاي على مقهى الحافة المطل على مضيق جبل طارق ولقاء مشاهير الفن والأدب من مرتادي المقهى. أما لسياحة الأسر فيمكنكم التمتع بزيارة ميدان جراند سوكو وملاهي منار بارك المائية والسوق الكبير ومولات طنجة وحدائقها أيضا.

شفشاون

الصورة عبر Mauro Lima على unsplash
الصورة عبر Mauro Lima على unsplash

شفشاون والتي تعنى قرن الجبل هي مدينة ذات تاريخ عريق وقد كانت تبدو كنسخة حية من مدينة غرناطة الأسبانية، حتى أن البعض يسمي شفشاون بغرناطة الصغيرة ويعود ذلك لتأثير الأندلسيين الذين استقروا بها بعد طردهم من غرناطة يعتبر الاختلاف هو اللون الأزرق للمدينة. تبعد المدينة ساعتين فقط من مدينة طنجة ويمكنك التجول في المدينة في رحلة لمدة يوم واحد حيث يقودك كل الطرق للساحة التي تسمى وطاء الحمام.

ADVERTISEMENT

كانت الساحة مجرد سوق إلا أنها تحولت لمزار سياحي كبير، تمتع بسماع الموسيقى التقليدية في الساحة على يد العازفين التقليديين. يحيط بالساحة مزارات مثل القصبة وهي القلعة التاريخية والتي كانت حصنا للاختباء من البرتغاليين وقد تحولت لمتحف. بجوار القصبة المسجد الأعظم وستجد العديد من المطاعم والمقاهي منتشرة في الساحة بشكل كبير.

تتميز شفشاون بلونها الأزرق وقد كانت معظم المنازل بيضاء حتى الثمانينيات، إلا أن السكان المعاصرين قاموا باختيار اللون الأزرق للمدينة. وقد كان الاختيار موفقا بشكل كبير حيث تمكن اللون الأزرق المميز من اجتذاب العديد من زوار العالم حيث أعطي مظهرا مميزا لمدينة شفشاون الجبلية. يمكنك التجول بين الشوارع والأزقة الضيقة والتقاط الصور بين الصورة الفنية التي تمزج بين اللون البني للأسقف القرميدية والأبيض والأزرق للمنازل والأبنية. أثناء التجول يمكنك شراء التذكارات السياحية من الأكشاك المنتشرة في المدينة وستلاحظ أن معظم الباعة مرتدين للزي المغربي التقليدي مما يصبغ المكان بصبغة تراثية باهرة. يغلب الطابع الأندلسي على عمارة المدينة وبيوتها.

على الرغم من صغر حجم المدينة إلا أنها تحتوي على أكثر من 200 فندق وبيوت ضيافة. يوجد فنادق حديثة خارج المدينة القديمة إلا أن تجربة الإقامة في البيوت القديمة بداخل المدينة القديمة تجربة فريدة ولها مذاق مغربي مميز. تعرض محالّ الساحة والأزقة الكثير من المنتجات المحلية ومن أكثر المنتجات المميزة المنتجات الصوفية.

لا تفوتوا زيارة نبع رأس الماء، عند الاقتراب منه ستسمعون صوت خرير الماء بوضوح. تتمتع شفشاون بجو جميل معتدل طوال العام بسبب موقعها المرتفع عن سطح البحر، يمكنكم المتع بمنظر يحبس الأنفاس لغروب الشمس بجوار الجامع الأسباني وهو على تلة تطل على المدينة. السير في شفشاون هو السير داخل حلم أزرق كبير، لا تفوت زيارتها.

المزيد من المقالات