هل تتذكر آخر مرة بحثت فيها عن عمل؟ إذا كنت تبحث عن عمل الآن، فأنت تعلم مدى صعوبة الحصول على مكالمة لإجراء مقابلة. لأنك لم تتقدم وحدك بطلب للحصول على الوظيفة، بل تقدم معك مئات الأشخاص، والمنافسة شديدة. من جهة أخرى، هل تعلم أن 70% من الأشخاص العاملين حاليًا يبحثون عن تغيير في عملهم؟ هؤلاء جميعهم يبحثون، ما يزيد من المنافسة. في سوق العمل الفوضوي اليوم، لم تعد الطريقة التقليدية للبحث عن العمل هي الطريق إلى النجاح. وبدلاً من التقدم لعشرات الوظائف، ماذا لو كان بإمكانك عكس العملية والسماح للفرص المناسبة بالوصول إليك؟ تبين هذه المقالة طريقة لذلك.

الأسلوب القديم:

صورة من pexels
صورة من pexels

منذ أواخر القرن التاسع عشر، بقي أسلوبنا نفسه: نذهب إلى الشركة التي نريد العمل فيها، ونقدم سيرتنا الذاتية وننتظر الاتصال. في الآونة الأخيرة أصبحت هذه العملية تجري عبر الإنترنت، ولكن جوهرها لا يزال كما هو. ولكن مع كل هذا التطور، ألا ينبغي لعملية الحصول على وظيفتك التالية أن تتغير؟ مع ظهور العلامة التجارية الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي والتشبيك، أصبح من الممكن أكثر من أي وقت مضى إنشاء نظام حيث يبحث أصحاب العمل عنك. من خلال استثمار الوقت في بناء علامتك التجارية، والاستفادة من شبكتك، ثمّ الصبر، يمكنك جذب الفرص المناسبة لك.

ADVERTISEMENT

لماذا يجب علينا تغيير أسلوب البحث عن الوظائف؟ الإجابة بسيطة للغاية. ألم نغير طريقة طلبنا للطعام؟ ألم نغير طريقة التعلم؟ ألم نغير طريقة عملنا؟ لذا عندما تطور العالم من حولنا، لماذا لم نغير طريقة بحثنا عن الوظائف؟ بعضنا فعل، ولكن بقية الناس لم يتغيروا.

أربع نقاط:

كثير من الشركات الآن لا توظّف الأشخاص الذين يبحثون عن العمل، لأن الأشخاص الذين تحتاجهم لا يبحثون عن عمل أساسًا، فهم ليسوا بحاجة إلى ذلك. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو متى يجب أن نبحث عن عمل؟ إن أفضل وقت لتغيير عملك هو عندما تظهر الفرصة المناسبة، وليس عندما تشعر بالإحباط من وضعك. ولكن كيف يمكنك أن تضمن أنّ الفرصة المناسبة تأتي إليك؟ هناك 4 نقاط يساعدك القيام بها على جذب مسؤولي التوظيف.

1- بناء علامتك التجارية:

صورة من unsplash
صورة من unsplash

إن إنشاء علامة تجارية شخصية قوية هو الخطوة الأولى للسماح للوظائف بالعثور عليك. فكّر في نفسك كمنتج يحتاج إلى التميز في سوق مزدحم. أول شيء عليك القيام به هو فهم ما أنت ماهر فيه، مهما كان ذلك، ومهما كانت المهارة صغيرة. بعد ذلك تصبح مهمتك الوحيدة هي مشاركة هذه المهارة مع العالم. أنشئ محتوىً يوضح مهاراتك، مثل كتابة منشورات في مدونة، أو عمل مقاطع فيديو، أو مشاركة الأفكار على منصات. تواصل مع المجتمعات ذات الصلة بمجالك؛ فكلما زادت ظهورك وقيمتك، زادت احتمالية ملاحظة مسؤولي التوظيف لخبرتك. تأكد من أن موقعك الإلكتروني وملفاتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي مصقولة ومتوافقة مع صورتك المهنية. إن وجود علامة تجارية واضحة ومقنعة من شأنه أن يسهل على الفرص أن تجد طريقها إليك.

ADVERTISEMENT

2- الاستفادة من التشبيك والاتصالات:

صورة من pixabay
صورة من pixabay

التشبيك أداة قوية، ولكن في هذا السياق، لا يتعلق الأمر بطلب وظيفة بقدر ما يتعلق بإنشاء علاقات حقيقية وطويلة الأمد. تواصل مع الأشخاص عندما لا تكون في طور البحث عن عمل. من خلال التركيز على بناء علاقات ذات مغزى مع الأشخاص في اختصاصك، ستكون بطبيعة الحال على رأس القائمة عندما تظهر الفرصة. ابدأ بحضور الفعاليات والندوات عبر الإنترنت والمؤتمرات حيث يمكنك مقابلة المختصّين والأقران. حافظ على هذه العلاقات من خلال البقاء على اتصال، وتقديم المساعدة عند الإمكان، ومشاركة المحتوى ذي الصلة. لا يجب أن يكون التشبيك دائمًا هات وخذ، بل يجب أن يُعنى بتنمية مجموعة من الأشخاص الذين يعرفون نقاط قوتك ويمكنهم أن يكفلوك. وتذكر أن الفرص تنشأ غالبًا من الأشخاص الموجودين في شبكتك الموسعة، حتى أولئك الذين قد لا يقومون بالتوظيف الآن.

ADVERTISEMENT

3- دع مسؤولي التوظيف والفرص يأتون إليك:

بمجرد إنشاء حضور قوي على الإنترنت وبناء شبكة، يمكنك البدء في السماح لمسؤولي التوظيف ومديري التوظيف بالوصول إليك. غالبًا ما يستخدم مسؤولو التوظيف أدوات ومنصات متعدّدة للعثور على مرشحين محتملين بناءً على المهارات والسمعة، لذا قم بتحسين ملفاتك الشخصية لسهولة البحث. هذا يعني وجود سيرة ذاتية غنية بالكلمات المفتاحية الجاذبة، وإدراج الإنجازات، وإظهار القيادة الفكرية في مجالك. اسمح لمسؤولي التوظيف برؤية ملفك الشخصي والتواصل معك. حافظ على ملفك الشخصي محدّثًا دائمًا، حتى عندما تكون راضيًا عن عملك الحالي. أعلن أنك منفتح على فرص جديدة دونما إفراط في إظهار رغبتك. من خلال الظهور وإظهار القيمة، سيأتي إليك مسؤولو التوظيف بعروض الوظائف التي تتناسب مع مؤهلاتك. وتأكد من إضافة مجالات خبرتك، حتى يتمكنوا من تحديدك كمرشح محتمل.

ADVERTISEMENT

4- تحلّ الصبر والمثابرة:

صورة من pixabay
صورة من pixabay

إن السماح للوظيفة بالعثور عليك لا يعني أنك ستتلقى عروضًا تتدفق بين عشية وضحاها. إنها استراتيجية طويلة الأمد تتطلب الصبر والمثابرة. يستغرق التشبيك وبناء العلامة التجارية وقتًا وجهدًا، ولن يحدث على الفور. ستحتاج إلى الاستمرار في إنشاء المحتوى، وتعزيز العلاقات، والبقاء نشطًا في اختصاصك. من المهم أن تتذكر أن الفرص ستأتي في الوقت المناسب، وقد يؤدي التسرع في العملية إلى تولّي أدوار ليست الأفضل. ثق بالعملية، وكن ثابتًا في جهودك، وفي النهاية، ستأتي إليك الفرص المناسبة.

إن أحد المبادئ التي يجب أن تعيش بها هو: ابحث دائمًا عن وظيفة! بغضّ النظر عن مدى جودة الفرصة الحالية، ومدى راحة وظيفتك الحالية. إذا حصلت على فرصة أفضل من وظيفتك الحالية، فحاول استغلالها.

في سوق العمل الحديث، آن الأوان للتوقف عن ملاحقة الفرص والبدء في جذبها. من خلال بناء علامتك التجارية، والاستفادة من شبكتك، ووضع نفسك في موضع المشاهدة، ستجد الوظيفة المناسبة طريقها إليك. كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من الصبر والمثابرة والنهج الاستراتيجي لنمو حياتك المهنية. وإذا كان عليك أن تحتفظ بشيء واحد من هذه المقالة، فهو "لا تجرِ خلف النجاح، بل خلف التميز، فالنجاح عندها سيلحق بك". إذا كنت جيدًا في شيء ما وأدركه الآخرون، فلن تحتاج أبدًا إلى الجري خلف عمل. وبدلاً من البحث عن عمل، دع العمل يبحث عنك.

ADVERTISEMENT

المزيد من المقالات