بغداد تلتقي الأبنية القديمة بالجديدة، يوجد المتحف العراقي والمدرسة المستنصرية وشارع المتنبي المليء بالكتب والنقاشات، إلى جانب مقاهٍ ومطاعم مطلة على نهر دجلة. 
  النجف وكربلاء محطتان دينيتان كبيرتان؛ فيهما قبر الإمام علي وقبر الإمام الحسين، يصل إليهما ملايين الزوار كل عام. أما الناصرية فتتيح الوقوف أمام زقورة أور السومرية، ويُروى أن النبي إبراهيم وُلد في تلك السهول. 
  في شمال البلاد تقع أربيل، عاصمة إقليم كردستان، تعلوها قلعة عمرها آلاف السنين مسجلة على قائمة التراث العالمي، تحيط بها أسواق قديمة وحدائق ومهرجانات. دهوك القريبة تبهر الجميع بجبالها وشلالاتها وبحيرتها، فضلًا عن قرى آشورية ما زالت قائمة. 
  الموصل اليوم ترى بعينك عملية إعادة البناء؛ الجامع النوري وكنيسة الساعة وآثار نينوى تُظهر بوادر عودة الحياة الثقافية. خارج المدن، تتبدى الطبيعة العراقية على حقيقتها: أهوار الجنوب تعج بالماء والطيور، جبال كردستان مكسوة بالثلوج شتاءً، وصحراء الأنبار تفتح أفقًا واسعًا للتخييم ورصد النجوم. 
  المطبخ العراقي عنصر أساسي في الرحلة؛ جرب المسكوف (سمك الشعري المشوي)، الكبة الموصلية، التمن الأحمر مع اللحم، واغسلها بكأس شاي أحمر. الأفضل استخدام تكسي داخل المدن، تعلم كلمات عربية أو كردية بسيطة، واحجز زيارتك بين تشرين الأول ونيسان لتجنب الحر الشديد. 
  الآن تتعافى السياحة في العراق بسرعة، والبلد يفتح أبوابه لكل من يريد أن يرى حضارة عمرها سبعة آلاف عام، بين نهرين ووديان وجبال، ويلتقي سكانًا يحكون قصصهم بابتسامة. 
         ناتالي كولينز
 · 23/10/2025