الماء فيه أزرق زاهٍ والصخور فيه تقف شاهقة، ثم يأتي شاطئ شيبو الهادئ، وبايا النائي، وكالاماكي ذو الماء الصافي. تلك الشواطئ تتيح الجلوس تحت الشمس، سباحة هادئة، أو ركوب الأمواج، فتصبح محط أنظار السياح.
خلف الشواطئ تقع جبال زاكينثوس العالية، منها جبل فيروس وجبل سكوبوس، حيث ترى من قمتهما السهول الخضراء والبحر الممتد. يتردد عليها من يحبون صعود القمم والمشي بين أشجار الصنوبر، وتهب عليهم رياح باردة على مدار السنة.
تفتح الكهوف أبوابها لمن يبحث عن الغموض، جدرانها تلمع بألوان زرقاء وبيضاء، وسكونها يذكّر بقصص قديمة عن أبطال وكنوز. يخرج الزائر منها وقد حمل معه صورة خيالية لا تُنسى.
القرى الصغيرة تحافظ على طابع يوناني أصيل: شوارع مرصوفة بالحصى، جدران بيضاء، مقاهٍ تقدم قهوة يونانية مرّة. يبيع الباعة عسل وزيتون، وتفوح رائحة الموساكا من المطاعم، بينما يبتسم السكان ويحيون الزائر بكلمة «ياساس».
تنثر الجزيرة معالمها التاريخية على التلال: قلعة بوهالا الحجرية، متحف يعرض تماثيل ورقائق ذهب، وكنائس بيزنطية جدرانها مغطاة بفسيفساء. كل حجر يحكي عن رومان وإنكليز ويونانين عاشوا هنا منذ آلاف السنين.
تنتشر بساتين الزيتون والليمون في السهيلات، فيستريح الزائر تحت ظلالها ويسمع أصوات طيور تغني. يمزج المشهد بين خضرة الأشجار، صوت البحر، وعبق التاريخ، فيمنح الزائر انطباعاً واحداً: الجزيرة مكان يهدئ العقل قبل الجسد.
ناتالي كولينز
· 14/10/2025