الذكاء الاصطناعي يلتقي بالعصور القديمة: مؤرخ قديم يختبر نموذج DeepMind الجديد التحويلي

ADVERTISEMENT

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، لم يعد الماضي مجرد ذكرى، بل أصبح مصدر بيانات حي. ظهر ذلك بوضوح مع نموذج "ديب مايند" التحويلي، المصمم لفهم المعرفة التاريخية وإعادة بنائها. اختبرت المؤرخة المتخصصة في العصور اليونانية والرومانية القديمة، الدكتورة هيلينا فاروس، قدرات هذه التقنية، فأظهرت التجربة تفاعلًا غير مسبوق بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي والحضارات القديمة.

بدأت فاروس باختبار مقطع من نصوص هيراقليطس، حيث أظهر النموذج مهارة في تحليل النص واقتراح إعادة بناء تنسجم لغويًا وفلسفيًا. ثم توجهت لاختبار أكثر صعوبة لنقش روماني متآكل، حيث قدم النموذج ترجمة واستنتج الدلالات الدينية والاجتماعية والمعمارية، وهو ما شكّل لحظة فارقة في فهم إمكانات الذكاء الاصطناعي في حقل التاريخ التحليلي.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

ما يميز نموذج ديب مايند ليس فقط قوته الحسابية، بل تركيبة بنائه. يعتمد على تفكير رمزي واستدلال احتمالي، ويحتوي على وحدة ذاكرة تدربت على بيانات أثرية ولغوية وثقافية مختارة بعناية. تتيح له هذه المقاربة فهم المعاني المعقدة، مثل تمييز دلالات كلمة "virtus" في السياق الروماني، وتفسير النقوش بوصفها تعبيرًا سياسيًا، دينيًا واجتماعيًا.

كانت إحدى المفاجآت عندما دخل الذكاء الاصطناعي في حوار فلسفي حول أفلاطون والأفلاطونية المحدثة، مقارنًا بين نقد أرسطو ونظريات معاصرة، بل واستخدم مفاهيم من فيزياء الكم. عند تحليله لأسطورة بروميثيوس من منظور ما بعد إنساني، صوّر الشخصية كباحث تقني، مما عكس إسقاطًا على الذكاء الاصطناعي نفسه، وجعل من الماضي بوابة لأسئلة مستقبلية.

ADVERTISEMENT

رغم قدراته الاستثنائية، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول دور المؤرخ: هل يبقى الإنسان مرجعية المعرفة أم يصبح شريكًا للتقنية؟ ترى فاروس أن الذكاء الاصطناعي أداة مضخمة، تفتقر للحدس والعاطفة، لكنها تسهم في إعادة التفكير بمفاهيم مثل الذاكرة والتأليف. لا يعيد هذا النموذج كتابة التاريخ فحسب، بل يعيد صياغة علاقتنا به.

    toTop