يختلف الناس في تفكيرهم وسلوكهم لأنهم وُلدوا في أزمنة مختلفة، وهذا يُفسر الفجوة بين الآباء والأبناء التي تُعيق التواصل والتفاهم. تصنيف الأجيال وسيلة لرصد التغيرات الاجتماعية والثقافية في كل مرحلة زمنية. من أبرز الأجيال يبرز جيل أكس، ويضم من وُلدوا بين عامي 1965 و1980.
يُطلق على جيل أكس أسماء مثل «الجيل الضائع» أو «الجيل المنسي» لأنه جاء بعد جيل الطفرة وقبل جيل الألفية، فقلّ الحديث عنه. نشأ أثناء بداية التحول التكنولوجي، حين ظهر التلفاز وألعاب الفيديو، فاكتسب مهارة في استخدام التقنيات رغم أنه لم يُرزق في عالم رقمي منذ المهد.
قراءة مقترحة
اتسم أبناء هذا الجيل بالاستقلالية والاعتماد على النفس؛ إذ كان كثير من الأهل مشغولين وارتفعت حالات الطلاق. تعلموا منذ الصغر إدارة شؤونهم بأيديهم، من طبخ الطعام إلى إصلاح الأعطال البسيطة في البيت. هم جيل يجد حلولاً سريعة للظروف المتغيرة دون أن يلجأ إلى الآخرين.
تولى جيل أكس استخدام التكنولوجيا المبكرة، بدءاً من أجهزة الفيديو والحواسيب، ثم انتقل إلى الإنترنت والبريد الإلكتروني. نشأ وسط اضطرابات سياسية واقتصادية، فتشكك في السلطة وتمرس على التفكير النقدي والسخرية السياسية.
حقق جيل أكس توازناً بين العمل والأسرة، إذ أراد أن يكون حاضراً في حياة أبنائه تعويضاً عن غياب والديه في صغره. ينفتح على ثقافات متعددة ويُبدي اهتماماً واضحاً بالفنون والثقافات الأجنبية أكثر من الأجيال التي سبقته.
أصبح جيل أكس الجسر الذي وصل بين جيل الطفرة غير الرقمي وجيل الألفية الرقمي، فكان نقطة التحول في أساليب الاتصال والحياة اليومية. جمع بين قيم العمل الجاد والانفتاح الثقافي، وساهم في نشر وعي متزايد بالقضايا الإنسانية والمجتمعية.
