كثبان ذهبية تتخللها بحيرات صغيرة مثل جابرون وماندارا. يُقيم الطوارق خيامهم بجانب الماء، ويحكون حكاياتهم تحت سماء صافية تغص بالنجوم.
بحر مرزق الرملي يحاذي مدينة مرزق. يتصاعد رمله مع الريح فتتشكل تلال متحركة، أشهرها تل يشبه ظهر الحوت. يفضله من يبتغي الوحدة، ومن يزلج على الألواح الخشبية من منحدراته.
جبال أكاكوس تقع قرب غات. ترسم صخورها رسوماً بشرية وحيوانية عمرها اثنا عشر ألف عام. أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث. كل نقش يحكي قصة صيد أو احتفال، فتتحول الجبال إلى متحف مفتوح.
مرتفعات تيبستي ترتفع على الحدود مع تشاد. براكين خامدة تتوسطها فوهات عميقة. الطريق إليها صعب، لكن جيولوجيي العالم يقصدونها ليختبروا صخوراً نادرة.
واحة الكفرة تجلس في الجنوب الشرقي. كانت قديماً نقطة استراحة القوافل القادمة من أفريقيا. عيونها المائية لا تزال تجذب المزارعين، وأسواقها تبيع توابلاً أفريقية بجانب التمر الليبي.
واو الناموس فوهة بركانية تحتوي ثلاث بحيرات: الزرقاء والخضراء والصفراء. الرماد الأسود يحيط بها، فيبدو المكان كأنه من كوكب آخر. المعسكرات تُنصب على حافة الفوهة لمن يريد الاستيقاظ على منظر لا يتكرر.
جبل عوينات يقف حيث تلتقي ليبيا بمصر والسودان. ينبوع صغير يتدفق من بين الصخور، ورسوم إنسان الغابة تعلو الجدران. يصل إليه من يمشي أياماً براً أو يطير بطائرة خفيفة.
قبل السفر يجب استخراج تصاريح أمنية، والتعاقد مع دليل محلي، واختيار الفترة من أكتوبر حتى مارس حين تخف حرارة الشمس. سيارة دفع رباعي وخزان ماء كبير ووقود إضافي وطعام يكفي أيام الرحلة أصبحت متطلبات لا غنى عنها.
رمال ليبيا ليست مجرد كثبان متغيرة، بل سجل حي لتاريخ الإنسان والأرض. من يخطو عليها يقرأ صفحات من الماضي، ويشهد منظراً لا يوجد مثيل له في أي صحراء أخرى.