تحظى مدينتا أكسفورد وكامبريدج بمكانة مرموقة في التاريخ البريطاني، إذ تُعدّان موطناً لعدد كبير من كبار الأدباء والفلاسفة والعلماء. تتنوع التجارب فيهما بين الحياة الأكاديمية، والطعام الراقي، والمعالم التاريخية.
تفتح معظم كليات الجامعتين أبوابها للزوار، لكن القواعد تختلف: بعضها يدخل بالمجان، وبعضها يتطلب حجزاً مسبقاً. في أكسفورد، تُعد كلية كنيسة
المسيح من أكثر الكليات زيارة، بينما تضم كامبريدج كليات عدة تجذب الزوار.
فيما يخص الإقامة، تتوفر غرف داخل الكليات نفسها، من بسيطة إلى فاخرة، لكن عددها محدود. يقدم نادي الخريجين الجامعي في أكسفورد خياراً للإقامة، بينما تتوفر في كامبريدج خيارات أوسع في فنادق راقية مثل "جراديويت" و"غونفيل".
تتصدر جامعتا أكسفورد وكامبريدج المشهد الأكاديمي، إذ فاز باحثو أكسفورد بـ57 جائزة نوبل، وفاز باحثو كامبريدج بـ125 جائزة، وهو رقم يعكس مكانتهما العلمية.
تجذب العمارة في المدينتين الزوار، من الكنائس القديمة إلى المباني الحديثة الحائزة على جوائز RIBA. يُمتع المشي في الأحياء التاريخية وحدائق المدينة الخضراء الزائرين.
تبرز أكسفورد بثلاثة مطاعم في دليل ميشلان، إلى جانب أماكن مثل "فولتس آند جاردن" و"كازبار". في كامبريدج، يبرز مطعم "ميدسومر هاوس" إلى جانب مطاعم متنوعة وأسواق شعبية تبيع لفائف الفلافل وبيتزا الشارع.
تتيح المدينتان أنشطة مميزة مثل ركوب القوارب والتنزه في الحدائق، وزيارة متاحف مرموقة. يوجد في كامبريدج متحف فيتزويليام وساحة كيتلز، بينما تضم أكسفورد متحف أشموليان وبيت ريفرز الغني بالقطع العالمية.
يسهل الوصول إلى أكسفورد وكامبريدج من لندن عبر القطارات السريعة والحافلات. يغادر القطار إلى كامبريدج من كينجز كروس وليفربول ستريت، بينما تنطلق قطارات أكسفورد من بادينغتون وماريليبون. تقدم FlixBus ومواصلات أكسفورد رحلات مريحة للمسافرين.
يقف برج خليفة في وسط دبي تعبيرًا عن فخر العرب والمسلمين بالتقدم والابتكار. منذ افتتاحه عام 2010 بإشراف المهندس آدريان سميث، يظل المبنى الأطول عالميًا نموذجًا بارزًا في الهندسة، يحمل في خطوطه زخارف إسلامية. لم يكن تشييده إنجازًا معماريًا فقط، بل دليلًا حيًا على طموح يجمع بين الحاضر والماضي.
أُدخل
في بنائه أكثر من 26 ألف لوح زجاجي يعكس لون الرمال المتغير. يتخذ شكل الحرف اللاتيني Y ليثبت الجسم ويواجه الرياح، وتضاء واجهته ليلًا بخطوط مستوحاة من الفن الإسلامي، فتشهد عليه أعين ملايين الزوّار سنويًا.
يحتوي البرج على منصتين للمراقبة تطلان على دبي والصحراء. في الطابقين 124 و125 تتيح الشرفات الخارجية رؤية نخلة جميرا والخليج العربي. أما منصة «السماء» في الطابق 148 فتقدم تجربة مغلقة تتكامل فيها الفخامة مع الإطلالات البعيدة.
يتعدى تأثيره الارتفاع؛ فهو مركز جذب يضم مطاعم عالمية، وعروضًا رقمية تروي قصة البناء، إلى جانب نشاطات مثل التنزه في محيطه الخارجي.
بدمج العمارة القديمة مع التقنيات الجديدة، يصبح البرج مدخلًا يربط الماضي بالمستقبل، ويؤكد قدرة العرب على الابتكار مع الحفاظ على الهوية. أضحى وجهة عالمية تعزز التبادل الثقافي وتلهم الشباب على السعي نحو التميز في آفاق الإبداع.
تُعدّ تلمسان من أبرز المدن الإسلامية في شمال إفريقيا، ومن أجمل جواهر المغرب الكبير. مرّت عبر العصور بمحطات تاريخية غنية، خاصة في عهد المرابطين والموحدين، وكانت عاصمة الزناتيين والجيتول، ما منحها طابعًا حضاريًا وثقافيًا خاصًا، جعل معمارها الإسلامي الأندلسي يعكس هويتها وتاريخها بوضوح. تتميز مبانيها من قصور ومنازل ومساجد بلمسة
فنية متجددة، تكشف عن عبقرية معمارية نادرة.
اسم "تلمسان" تغيّر عبر الزمن، فكانت تُعرف بـ"بوماريا" في العهد الروماني، ثم "أغادير"، ثم استقر اسمها على "تلمسان" في القرن التاسع الميلادي. تعددت التفسيرات حول أصل الاسم، منها ما يقول إنه من الأمازيغية، بمعاني مثل "المنبع الجاف" أو "مدينة الينابيع".
الفن المعماري الإسلامي في تلمسان يعكس هوية السكان وثقافتهم عبر العصور، ويشمل مساجد وقصورًا وقلاعًا ومدارس، ويُظهر تراكبًا فنيًا وتاريخيًا يعكس خصوصية كل مرحلة زمنية. تُعدّ تلمسان نموذجًا كاملاً للفن المعماري الإسلامي الأندلسي.
ومن أبرز معالم تلمسان التاريخية قصر المشور، الواقع في وسط المدينة، ويُعتبر من أبرز رموزها المعمارية. بُني القصر في القرن الرابع عشر الميلادي، ويُقال إن بداياته تعود إلى يوسف بن تاشفين. استخدمه الأمير عبدالقادر الجزائري لاحقًا كمكان إقامة مؤقت.
أما مسجد المنصورة، فقد بناه السلطان أبو يعقوب يوسف عام 1299م أثناء حصاره للمدينة، وكان مرفوقًا بقصر ومساكن للجنود. يتميز المسجد بمئذنته المربعة وزخارفها الغنية، وتُعد من أعلى المآذن في الجزائر، وتُقارَب جمالًا بمئذنة المسجد الأموي في دمشق.
ويُعتبر الجامع الكبير في تلمسان من أشهر المساجد التاريخية، وبُني في عهد يوسف بن تاشفين سنة 1082م، ثم وسّعه ابنه علي بن يوسف. يتميز الجامع بقبة محرابه الفريدة التي تجمع بين الزخرفة الفارسية والأسلوب الأندلسي، ما يجعله من أهم المعالم الإسلامية في الغرب الإسلامي.
