في الطفولة، كانت الحياة ممتعة حتى في أبسط اللحظات، مثل جري طفل وضحكه. لكن مع تقدم السن، يصبح تحفيز النفس أمرًا أصعب، ويشمل ذلك الأطعمة التي نأكلها. فكنا نبتعد عن التوابل الحارة صغارًا، أما اليوم فنستمتع بها - خصوصًا التوابل اليابانية التقليدية مثل الوسابي والكاراشي.
الوسابي، وهو نبات يشبه الفجل وينمو بصعوبة في أماكن محددة من اليابان، له طعم حار منعش ويُستخدم أساسًا مع السوشي والساشيمي. يُبشَّر تقليديًا بمبشرة من جلد سمك القرش، ويبلغ طعمه أقصى قوة له بعد دقائق من البشر. لكن بسبب صعوبة تخزينه وسعره العالي، يُقدَّم الطازج فقط في بعض المطاعم أو المناطق الزراعية. إلى جانب طعمه، يحتوي الوسابي على مركب الإيزوثيوسيانات، الذي يقتل البكتيريا، ولهذا استُخدم قديمًا لتقليل خطر التسمم الغذائي.
قراءة مقترحة
أما الكاراشي، فيُنتج من بذور الخردل الشرقية ويُقدَّم عادة كعجينة. حرارته تختلف عن الوسابي، إذ تستمر لفترة أطول وتترك إحساسًا قويًا في الفم. يُضاف إلى أطباق مثل الأودن والياكيتوري، ويُستخدم لتحسين طعم الناتو. يحتوي على نفس المركب الحار الموجود في الوسابي، فيناسب من يبحثون عن نكهة قوية وفائدة صحية.
بمرور الوقت، أصبح الناس يعتمدون على أنواع معبأة مسبقًا من التوابل، رغم أنها تحتوي على مواد حافظة تُغيّر الطعم والجودة. ترك الطريقة التقليدية، رغم بساطتها، يعكس ميلًا نحو السرعة على حساب الأصالة والصحة. مع ذلك، تبقى النكهات الأصلية متاحة في المطاعم المتخصصة أو بتحضيرها في البيت بجهد بسيط.
تُباع اليوم أنواع مطحونة من الوسابي والكاراشي على الإنترنت، ما يسهل إدخالهما في الطبخ اليومي. يُخلطان مع أطباق مثل شرائح اللحم أو النقانق لإضفاء نكهة يابانية تقليدية، تُحوّل تناول الطعام إلى تجربة ممتعة ودافئة.
