إليك ما يحدث حين يكتشف النرجسي أنك خرجت عن سيطرته. أول خطوة: يزرعون فيك الشعور بالذنب، يذكرونك بكل ما فعلوه لك ويصورون أنفسهم كمن ظُلموا، على أمل أن تتراجع عن قرارك.
إذا لم تؤثر فيك وسيلة الذنب، ينقلبون إلى الغضب والهجوم، يقلبون الحقائق لتبدو أنت المخطئ، ويحاولون تشويه صورتك. بعدها يعيدون كتابة الماضي بما يجعلهم أبطالًا، ويلقون عليك تهمة المبالغة في الحساسية أو إثارة المشكلات.
حين يفشلون في استعادة سيطرتهم مباشرة، يبدؤون حملة تشهير، يبالغون أو يختلقون أمام الآخرين ليشوّهوا سمعتك ويحوّلوهم ضدك، ويظهرون أنفسهم كضحايا يستحقون التعاطف، فقط للحفاظ على صورتهم المزيّفة.
قراءة مقترحة
في أحيان أخرى، يتبدلون فجأة إلى النموذج المثالي الذي كنت تتمناه، ليس لأنهم قرروا التغيير، بل لاستعادة ولائك وسلطتهم. ويظلون يختبرونك بحركات بسيطة تبدو عفوية، لكنها تهدف لمعرفة إن كنت ما زلت تقبل وجودهم.
إذا سقطت كل حيلهم، يلبسون ثوب الضحية التامة، يروون قصصًا مشوهة عن الأذى الذي لحق بهم، سواء أمامك أو أمام الناس، بحثًا عن أي دعم أو تعاطف يُعزّي كبرياءهم الجريح.
قد يختفون فترة كأنهم انسحبوا من المسرح، لكنهم عادة يعودون برسالة عابرة أو ظهور مدروس، ليختبروا إن بقي لهم مكان في حياتك. يُسمى هذا التحرك «كنس الذاكرة»، أي محو الصورة القديمة وإعادة اختبار المياه.
الخلاصة: التحرر من النرجسي يحتاج أكثر من الابتعاد الجسدي؛ هو استعادة هويتك وهدوءك من الداخل. الطريق طويل، لكن في كل مرة تختار نفسك تقترب خطوة من الحرية الحقيقية.

