الكبرى بآفاقها الذهبية، وتضم واحات حية مثل توزر وشبيكة حيث تزدهر الحياة رغم الظروف القاسية. وفي الشمال، تتباين الصورة في جبال الأطلس المغطاة بالغابات والشلالات، حيث تنتشر القرى البربرية وتُمارس الزراعة التقليدية.
أما الساحل التونسي، الممتد على 1300 كلم، فيجمع بين الشواطئ الرملية الهادئة والمياه الصافية، ويحتوي على تنوع بيئي غني يشمل جزر قرقنة وجزيرة قوريا، موطن السلاحف البحرية وطيور النحام الوردي.
من جانب آخر، تُعرض البحيرات المالحة مشاهد طبيعية خيالية، مثل شط الجريد الذي يتحول إلى مرآة عاكسة في موسم الأمطار. وتُعد تلك المناطق موطنًا لكائنات دقيقة نادرة تتحمل الملوحة والحرارة الشديدة.
حديقة إشكل الوطنية تمثل نموذجًا لحماية البيئة، وتُعد ملاذًا لأكثر من 200 ألف طائر مهاجر سنويًا. وتبرز أيضًا محمية بوهدمة كملجأ للغزلان والطيور النادرة. ويؤكد ذلك التزام تونس الجاد بالحفاظ على التنوع البيولوجي.
في الجنوب، تغمر الواحات الطبيعية كدوز وأونج جمال المسافرين بمشاهد الخضرة والمياه وسط التضاريس الصحراوية. أما جزيرة جربة، فتُظهر التلاحم بين التراث الثقافي والطبيعة، من خلال شواطئها ومساجدها القديمة.
وتُبرز غابات كروميري في الشمال الغربي دور المجتمعات المحلية في حصاد الفلين بطريقة مستدامة. كما أن تونس تُولي أهمية متزايدة للسياحة البيئية، من خلال استخدام الطاقة الشمسية وإعادة التشجير، لضمان استدامة مواردها الطبيعية للأجيال القادمة.
سواء كنت من عشاق مراقبة الطيور أو السير في قلب الجبال أو الاسترخاء وسط واحات خضراء، فإن الطبيعة في تونس تدعوك لاكتشاف سحرها المتنوع وجمالها الأصلي.
بنجامين كارتر
· 22/10/2025