جاك السفاح - بين الاسطورة والحقيقة

قضية "جاك السفاح" هي واحدة من أغرب قضايا الجريمة في العصر الحديث، حيث أنه حتى الآن، ونحن في القرن الحادي والعشرين، لم يتم التوصل إلى هوية مؤكدة للمجرم الحقيقي. ومما لا شك فيه أن هذه الضبابية قد صنعت من القاتل نفسه أسطورة. وقد اقترن اسمه دومًا بقصص خيالية سواء في عالم الجريمة أو الرعب. بل هناك ما هو أبعد من ذلك؛ فقد ظهرت أعمال فنية كثيرة أيضًا تدور حول القضية، لأن الأحداث نفسها تشكل مادة خصبة للمؤلفين وأصحاب الخيال الواسع عامة.

وللأسف كان ذلك سببًا رئيسيًا في اختلاط الحقائق بالخيال.

نحاول معًا في هذه المقالة فرز الحقائق حول قضية "جاك السفاح" والتفرقة بين كونها أسطورة أم حقيقة.

هل كان جاك السفاح حقيقيًا؟

نعم، كانت الأحداث حقيقية. فقد كان هناك قاتلًا متسلسلًا أرعب العاصمة الإنجليزية لندن عام 1888، حيث قام بقتل خمسة نساء على الأقل في أحياء وايت تشابل وسبايتالفيلد الفقيرة. تميزت جرائمه بوحشيتها الشديدة وطريقة تشويه الجثث، مما أدى إلى حالة من الذعر الجماعي ونشر العديد من الشائعات والنظريات حول هويته.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

بالإضافة إلى ذلك، حدثت عدة جرائم مشابهة في الفترة ذاتها، وأغلب الضحايا كانت من النساء، وحدث اختلاط كالعادة في مثل تلك الأمور الغامضة. ولكن جرائم قتل النساء الخمس كانت أشهرها وكانت متشابهة في تفاصيلها بشكل كبير، مما يرجح أن القاتل واحد.

ما زالت هوية جاك السفاح غير معروفة حتى يومنا هذا، مما يجعله أحد أشهر القتلة المتسلسلين في التاريخ.

والحقيقة أنه لا أحد يعرف حتى اسمه الحقيقي حتى الآن. الأدهى من ذلك أن الشرطة قد جمعت قائمة بنحو 100 اسم من المشتبه فيهم، مما وسع دائرة الشك، وبالتالي زادت الحيرة.

لماذا سُمي بـ"جاك السفاح"؟

الصورة عبر picryl

لا يُعرف على وجه اليقين من أطلق لقب "جاك السفاح" على القاتل المتسلسل.

يُعتقد أن هذا الاسم نشأ من رسالة مُوَقعة بـ نفس الاسم "جاك السفاح" تم إرسالها إلى صحيفة "صحيفة تايمز" اللندنية الإنجليزية بعد وقت قصير من جريمة القتل الأولى.

تضمنت الرسالة تفاصيلًا عن الجرائم وتهديدات بارتكاب المزيد، مما أثار ذعرًا عامًا ونشر العديد من الشائعات حول هوية القاتل.

هناك نظريتان تتراوحا حول أصل الاسم:

● قد يكون مستوحى من مسرحية شعبية كانت تُعرض في ذلك الوقت تسمى "Sweeney Todd: The Demon Barber of Fleet Street".

● قد يكون القاتل نفسه قد أطلق على نفسه هذا الاسم في محاولة لإثارة الخوف والتشويق.

وبغض النظر عن أصل الاسم، فقد أصبح الاسم مرادفًا للوحشية والعنف، ولا يزال يُستخدم للإشارة إلى هذا القاتل المتسلسل حتى يومنا هذا. من المهم ملاحظة أن بعض المؤرخين يشككون في صحة رسائل جاك السفاح، ويعتقدون أنها قد تكون خدعة من قبل صحفي أو شخص آخر يسعى إلى زيادة مبيعات الصحف، أو الشهرة بشكل ما.

ومع ذلك، لا تزال رسائله المسجلة تلعب دورًا هامًا في القصة نفسها، وغالبًا ما يتم استخدامها كدليل على دوافعه ونواياه.

ومع طبيعة الحال، قد تم استخدام هذا التكنيك كثيرًا في قصص الجريمة، بل وفي بضعة جرائم آخري حقيقية. أي أنها صارت الهامًا بعد ذلك!

لماذا حظت القصة بكل هذه الشهرة؟

الصورة عبر jenikirbyhistory

في الواقع كان ذلك لأسباب كثيرة، ولكن يقول الخبراء أن الغموض والوحشية والتعقيد الذي تضمنته هذه السلسلة من الجرائم هي الأسباب الأكثر شيوعًا. تقول العديد من المصادر أن المجرم كان يقوم تقريبًا بعملية تشريح كاملة للجثث، بل وإخراج بعض أعضاءها أحيانًا. مما ساهم في تعقيد الأمور أكثر على المحققين.

أما الأمر الأخر فقد كان التغطية الإعلامية التي تعمدت الصحف وقتذاك في سرد الأحداث بشكل مبالغ فيه، فقد كانت قصة تثير القراء، وتجلب المبيعات العالية للصحف والنشرات.

وأخيرًا ساهم ذلك في حالة من الذعر الجماعي لدي الإنجليز وقتها، خصوصًا في الأحياء الشعبية، ولأن الضحايا كانوا معظمهم من النساء.

ما هي أشهر الأعمال الفنية التي تناولت القصة؟

الصورة عبر deviantart

إذا أردت معرفة كم الأساطير التي نُسجت حول تلك الجرائم فيمكنك الاطلاع على الأعمال التي تناولت أو استلهمت من القصة، وهذه قائمة مصغرة للغاية:

● فيلم The Lodger: يروي الفيلم قصة امرأة تعتقد أن أحد ساكني المنزل الذي تقيم فيه هو جاك السفاح.

● فيلم "من الجحيم" (2001):فيلم من بطولة جوني ديب. يروي الفيلم قصة تحقيق في جرائم جاك السفاح.

● مسلسل Whitechapel: هو مسلسل يحكي عن عمليات قتل جرت في نفس المنطقة الشهيرة في لندن، مع وقوع أحداث وجرائم في العصر الحالي، ويكتشف المحققون ارتباط هذه الجرائم بجرائم في عصور سابقة.

المزيد من المقالات