كما كانت عليه. فيها أكثر من 9,000 زقاق لا تدخله السيارات، وأسواق تبيع التوابل والسجاد والثياب والنحاس. أشهر معلم فيها جامعة القرويين التي تجمع بين التعليم والعبادة، بجانب مساجد وسقايات وبيوت مغربية خالصة. 
  جامعة القرويين أنشأتها فاطمة الفهرية سنة 859، وهي أقدم جامعة لم تغلق أبوابها منذ تأسيسها. كانت منارة للعلوم الإسلامية واليونانية، وجذبت علماء من المغرب ومن خارجها. مبناها زاخر بالزخرفة الإسلامية، ومكتبتها تحتوي آلاف المخطوطات النادرة. 
  الصناعات اليدوية جزء من هوية فاس. المدينة مشهورة بدباغة الجلود في دار "شوارا" حيث تُعالج الجلود بمواد طبيعية، وتزدهر فيها حرف النسيج والفخار والزرابي، فتصبح سوقاً للحرف المغربية الأصيلة. 
  الحياة الثقافية في فاس تتحرك عبر المهرجانات والفنون القديمة. مهرجان فاس للموسيقى الروحية حدث عالمي يجمع ثقافات متعددة. الموسيقى الأندلسية وموسيقى الآلة تحفظ التراث، والمطبخ الفاسي يقدّم أطباقاً مثل البسطيلة والطاجين. 
  زيارة فاس مغامرة تبقى في الذاكرة، تُقل الزائر عبر الزمن داخل أزقة ضيقة ومعالم شاهدة على تاريخ وثقافة مغربية ثرية. رغم الصعوبات، تحافظ المدينة على طابعها وإرثها، وتستحق أن تكون وجهة أساسية لكل من يريد معرفة المغرب الأصيل. 
         كريستوفر هايس
 · 22/10/2025