برسيبوليس "تخت جمشيد": عاصمة الإمبراطورية الفارسية القديمة
ADVERTISEMENT

في جنوب إيران، وسط السهول القاحلة، تقع برسيبوليس، أو «تخت جمشيد»، إحدى أعظم المواقع الأثرية التي تخلّد حضارة الإمبراطورية الأخمينية. أطلق اليونانيون عليها اسم «برسيبوليس» بمعنى «مدينة الفرس»، بينما كان اسمها الفارسي الأصلي «بارسه». ارتبط الاسم الشعبي «تخت جمشيد» بأساطير إيرانية، وتحديدًا بملك جمشيد في الشاهنامه.

بنى الملك داريوس الأول

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

المدينة سنة 518 قبل الميلاد ليكون فيها مراسم احتفالية، إذ أقيمت فيها مراسم النيروز، وقدم مبعوثون من أرجاء الإمبراطورية هداياهم. دمر الإسكندر الأكبر المدينة سنة 330 ق.م، لكن أطلالها لا تزال ت testify بعظمتها.

معالم برسيبوليس السياحية تشمل:

سلم الأبادانا الكبير، المدخل الرئيسي الذي يحمل نقوشًا لوفود إمبراطورية، تُظهر تنوعًا ثقافيًا، وقصر تاشارا الذي كان مقرًا خاصًا للملك داريوس ويتميز بنقوشه الدقيقة. القبور الملكية محفورة في الجبال وتُظهر عظمة الملوك الفرس. يعرض متحف برسيبوليس قطعًا أثرية فريدة توضح حياة البلاط الأخميني.

من أبرز المعالم أيضًا بوابة كل الأمم، وتماثيل لاماسو، بأسلوب معماري مدهش ونقوش متعددة اللغات، وقصر حدیش الذي يعكس الحياة اليومية للملك. بالإضافة إلى قاعة المجلس (تريبيلون)، والخزانة الملكية التي احتوت على كنوز الإمبراطورية.

يُصعد إلى تل المشاهدة للحصول على إطلالة بانورامية، ويُستحسن زيارة نقش رستم القريب. أفضل وقت للزيارة هو الربيع أو الخريف لاعتدال الطقس ولأجواء مثالية للتصوير.

برسيبوليس تبقى رمزًا للهوية الثقافية الإيرانية، ومكانًا يتجلى فيه التاريخ والعبقرية الفنية، لتظل واحدة من أروع المعالم السياحية في إيران.

ناتالي كولينز

ناتالي كولينز

·

27/10/2025

ADVERTISEMENT
العلماء المسلمون وجائزة نوبل: منظور تاريخي
ADVERTISEMENT

تُعد جائزة نوبل من أبرز الجوائز العالمية التي تُكرِّم الإنجازات في مجالات متعددة مثل الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام والاقتصاد. ورغم أن العلماء المسلمين قدموا مساهمات علمية كبيرة عبر العصور، إلا أن عدد الحاصلين منهم على الجائزة لا يزال قليلاً.

خلال العصر الذهبي الإسلامي، تفوق علماء مسلمون في مجالات مثل

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الرياضيات والفلك والطب والكيمياء. ابن الهيثم كان أول من شرح كيف ترى العين الضوء، والزهراوي وضع أدوات جراحية ما زالت تُستخدم حتى اليوم. الخوارزمي اخترع الجبر، ووضع قواعده التي أصبحت لاحقاً أساس برمجة الحواسيب. الطوسي وابن يونس صححوا الخرائط السماوية القديمة وقدموا حسابات دقيقة لحركة الكواكب.

في العصر الحديث، حصل عدد من العلماء المسلمين على جائزة نوبل. أحمد زويل نال جائزة الكيمياء عام 1999 لأنه صور التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها باستخدام ليزر فائق السرعة، ما جعله يرى الذرات وهي تتحرك. بعد الجائزة، أنشأ مدينة زويل للعلوم في مصر.

محمد عبد السلام، الفيزيائي الباكستاني، نال جائزة الفيزياء عام 1979 لأنه أثبت أن القوى الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة قوة واحدة. بعد فوزه، أسس معهداً في إيطاليا يُدرب فيه علماء من الدول الفقيرة.

عزيز سانجار، العالم التركي، حصل على جائزة الكيمياء عام 2015 لأنه شرح كيف يُصلح الجسم الحمض النووي التالف. منجي الباوندي، الكيميائي التونسي الأمريكي، فاز بالجائزة عام 2023 لأنه وجد طريقة بسيطة لصنع بلورات متناهية الصغر تُستخدم في شاشات التلفزيون والهواتف.

رغم قلة المدارس والمعامل في الدول ذات الأغلبية المسلمة، زيادة ميزانية التعليم والبحث تُعد الطريق الوحيد لظهور مزيد من العلماء المسلمين على منصات التتويج. دعمهم بالمعرفة يُضيف جديداً للعلوم ويُظهر أن الاكتشاف لا يعرف حدوداً جغرافية.

ناتالي كولينز

ناتالي كولينز

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
بورسعيد ضد بورفؤاد: مدينتان، واحدة في أفريقيا وأخرى في آسيا، يفصل بينهما قناة السويس
ADVERTISEMENT

عند المدخل الشمالي لقناة السويس، تلتقي مدينتان شقيقتان: بورسعيد في إفريقيا وبورفؤاد في آسيا. الفاصل بينهما ماء ضيق، لكن عبّارة تسير طوال اليوم دون أجر تربط الضفتين، فتصيران مدينة واحدة في الحركة والحياة. أنشئت بورسعيد سنة 1859 مع أول معول حفر في القناة، فجاءها الإيطالي واليوناني والفرنسي وافتتحوا محلاتهم، فصارت

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

سوقاً مزدحماً ودار عرض للأوبرا على البحر المتوسط. بورفؤاد ولدت لاحقاً سنة 1926 لتكون مسكناً لهيئة القناة، فخططها المهندسون شوارعاً على شكل شبكة، وزرعوا الأشجار أمام كل بيت، فظلت أزقتها هادئة ونظيفة.

قناة السويس تجري بينهما كشرايين الحياة. يمر عبرها يومياً أكثر من عشر حمولة التجارة البحرية في العالم. استغلت بورسعيد الموقف فأعلنت منطقة حرة، ففتحت محالاً بلا جمارك وأنشأت بنوكاً وفنادق، فجاء التجار من كل ميناء. في الضفة المقابلة، تحولت بورفؤاد إلى مركز لإصلاح السفن ورصن الحاويات، ومكاتب الشحن تملأ مبانيها القديمة.

الإيقاع مختلف. بورسعيد تفيض بالأسواق الشعبية والمهرجانات والعمارات الإيطالية المطلية بالأخضر والزهر. بورفؤاد تسير ببطء، أشجار الكازورينا تغطي الشوارع، والنوادي تفتح أبوابها للعائلات على البحر. مع ذلك، يعرف الجميع أنهما مدينة واحدة: يشاركون في ماراثون الضفة الضفة، ويحضرون حفلات الأوبرا في المسرح البحري، ويقولون «نحن أهل شمال السويس» حين يسألهم غريب.

في خطط الدولة، تنتظر المدينتان دوراً أكبر. بعد توسعة القناة زاد عدد السفن، فتنوي الحكومة تحويل بورسعيد إلى مستودع عالمي للبضائع، وبورفؤاد إلى منطقة صناعات ذكية تعمل بالطاقة الشمسية والرياح. يجري حفر أرصفة جديدة، ويُبنى حي جامعي متخصص في اللوجستيات، ويرسو فندق عائم على شكل سفينة. الأزمة البيئية موجودة: تسرب بترولي هنا، ارتفاع في الأسعار هناك، لكن السكان يجدون حلاً: صياد يُصلح شباكه، تاجر يفتح محلاً صغيراً، معلم يُعيد طلاء مدرسته، فتبقى المدينة على قيد الحياة والماء.

بورسعيد وبورفؤاد توأمان يقفان ظهراً لظهر على ممر مائي عالمي، يحملان ذاكرة واحدة، ويتنفسان بنفس واحد، يُريان العالم أن القارة لا تُقسيمها خط عريض من الماء.

فيكتوريا كلارك

فيكتوريا كلارك

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT