ساعات، وترافقها تغيرات جسدية مثل خفقان القلب أو تعرق اليدين. تضم العواطف البسيطة: الفرح، الخوف، الغضب، الحزن، الاشمئزاز، المفاجأة، وتظهر في كل المجتمعات بنفس الصورة، بينما تتفرع المشاعر إلى تركيبات مثل الخجل أو الذنب، وتتغير باختلاف الثقافة والتنشئة.
المشاعر نسخة شخصية من العاطفة، تُشكَّل من ذاكرة الإنسان ومعتقداته السابقة. يعيش اثنان لحظة خوف واحدة، لكن أحدهما يشعر بالذنب والآخر بالتحدي؛ السياق الفردي هو الذي يحدد التفسير. تبقى المشاعر أياماً أو أسابيع، ويصعب وصفها بكلمات قليلة، وتتأرجح مع حالة الجسم والذهن.
الحالة المزاجية ليست ردة فعل على حدث محدد، بل مناخ عاطفي يستمر ساعات أو أيام. تسرب إلى النظرة للعالم وتعدل السلوك دون أن يلاحظ الإنسان سببها. عدد ساعات النوم، نوع الطعام، الطقس، الدواء، الكافيين، كلها ترفعها أو تخفضها.
العاطفة تلد المشاعر، والمشاعر تغذي المزاج. حزن لحظي يمكن أن يتحول إلى مزاج كئيب يستمر حتى المساء، والعكس صحيح؛ ابتسامة صادقة ترفع المزاج وتليّن المشاعر.
التمييز بين العاطفة والمشاعر والمزاج ركن في العلاج النفسي. المعالج المعرفي السلوكي يعلّم المرء كيف يسمي ما يجتاحه، ويضبط اندفاعه، ويعدل مزاجه. معرفة الأسماء تبني الوعي الذاتي، وتُحسّن العلاقات، وتُخفف وطأة الضغوط.
العواطف شرارة سريعة، والمشاعر قصة طويلة، والمزاج طقس يمكث. من يميز بينها يقرأ نفسه بدقة، ويعيش أيامه بمزيد من الراحة والوضوح.