جزر القمر دولة عربية تقع في منتصف المحيط الهندي، تبدو غامضة للكثيرين، وتُسمّى "جزر العطور" لأن زهرة الإيلانغ تنتشر فيها على نطاق واسع. الجو فيها حار رطب على مدار السنة، ولا يوجد أي جسر أو طريق برّي يربطها باليابسة، فكل جزيرة تدير شؤونها المحلية بشكل منفصل عن الأخرى.
تتكوّن الدولة من أربع جزر رئيسية، وأكبرها وأكثرها نشاطًا اقتصاديًا تُعرف محليًا باسم "القمر الكبرى" أو نجازيجا. هناك شواطئ رملية بيضاء، ومزارع تفوح منها الروائح العطرية، وبركان كارتالا الذي ثار آخر مرة قبل سنوات. العاصمة موروني ترتفع على خليج صخري، تزدحم أسواقها العربية الطراز، مثل سوق فولو الذي يعرض توابلًا وسلعًا يدوية.
قراءة مقترحة
جزيرة مايوت تحكمها فرنسا منذ أن رفضت الانفصال عن باريس عام 1975. مياهها صافية والشعاب المرجانية تملأ سواحلها، وقد أطلق عليها قدماء العرب اسم "جزيرة الموت" بسبب تياراتها القوية. الأسعار فيها أعلى من باقي الجزر، وتضم حي شيرازي القديم ومدينة دزاودزي، إضافة إلى مطاعم ومتاجر على الطراز الفرنسي.
أصغر الجزر مساحةً هي موهيلي، وتُوصف غالبًا بأنها الجنة الطبيعية للدولة، إذ تحتضن الحديقة الوطنية الوحيدة. شواطئها هادئة، وفي موسم التكاثر تملأ السلاحف والدلافين والحيتان مياهها. أنجوان أو ندزواني تقع شرقًا، لا تزال بكرًا، هادئة، تفوح من تلالها رائحة القرنفل والفانيليا.
سكان الجزر خليط من العرب والأفارقة والمالاغاسيين، يعمل معظمهم في زراعة القرنفل والفانيليا أو في صيد السمك. اللغة الرسمية هي العربية، لكن الفرنسية والشيقومورية هما الأكثر تداولًا. أشهر عادة اجتماعية هي "الزواج الكبير"، حفل يستمر أيامًا ويُنفق فيه العريس مدخراته لإثبات مكانته، ويُرافقه إكرام للضيوف يكاد يُفلس الأسرة.
الجمال الطبيعي موجود، لكن عدد السياح لا يزال قليلًا، والطرق والكهرباء والمستشفيات بحاجة إلى توسعة. دول عربية مثل الإمارات والسعودية ومصر تموّل محطات طاقة ومدارس وطرقًا، بينما تستثمر شركات جنوب أفريقية في فنادق ومراسي. الشباب القمري يتطلع إلى مستثمرين محليين وأجانب لإحياء اقتصاد بلادهم.
