السيارات القديمة يتجاوز مجرد هواية، إذ يعكس شخصية مالكه. ورغم ذلك، تواجه الأسواق العربية عقبات بسبب غياب تنظيم واضح، وارتفاع تكاليف الترميم والصيانة، إضافة إلى القيود القانونية التي تُفرض على تسجيل المركبات القديمة.
يبدأ الراغبون غالبًا بالبحث في السوق المستعملة، التي تزخر بأنواع متعددة لكنها تخفي الكثير من الغموض. تبدو بعض العروض جذابة على السطح، لكنها تخفي أعطالًا كبيرة، لذلك يُعد الفحص الفني واستشارة الخبراء خطوة لا غنى عنها. ولتسهيل عملية البحث، يُنصح باستخدام كلمات مفتاحية مثل "سيارات كلاسيكية رخيصة" أو "اقتناء سيارة قديمة".
لا تنتهي التكاليف عند الشراء، بل تبدأ بعده، إذ يُعد توفر قطع الغيار من أبرز التحديات، وغالبًا ما يتطلب الأمر استيرادها أو تصنيعها خصيصًا. لتقليل النفقات، يُفضل اللجوء إلى ورش صغيرة موثوقة، تبادل الخبرات مع ملاك آخرين، وتعلم مهارات الصيانة الأساسية.
يشكل الترخيص عقبة إضافية، إذ تختلف القوانين من دولة إلى أخرى. تفرض بعض الدول شروطًا صارمة لاستخدام السيارات الكلاسيكية، بينما تفتقر أخرى إلى تشريعات واضحة. لذلك يُعد الاستعلام المسبق من الجهات الرسمية أو أصحاب الخبرة المحليين خطوة ضرورية.
لمن يرغب في اقتناء السيارات الكلاسيكية رغم تكاليفها، تتوفر خيارات تمويل بديلة مثل المشاركة في الملكية، تحويل السيارة إلى مصدر دخل، أو البدء بمركبة غير مرممة وترميمها على مراحل.
أخيرًا، على الهواة الجدد دراسة السوق بعناية، تحديد أهدافهم بدقة، ووضع ميزانية شاملة تشمل الشراء والصيانة والتخزين. لا تكتمل التجربة دون الانضمام إلى مجتمع المهتمين بالسيارات الكلاسيكية، حيث يتم تبادل المعرفة والدعم.
امتلاك سيارة كلاسيكية في العالم العربي ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا وصبرًا؛ إذ قد تتحول تلك السيارة إلى مصدر سعادة يومية لا تضاهيها أحدث التقنيات.