7 أماكن سياحيّةٌ في مصر لا تعرفها

تحتوي مصر على العديد من الأماكن السياحية الخلابة التي لا يعرفها الكثير من المصريين ناهيك عن السياح أنفسهم، ويكمن السر في ذلك إلى أن هناك العديد من الأماكن شديدة الشهرة في مصر والتي تخطف الأنظار وتجذب انتباه السياح إليها فلا يتم ذكر تلك الأماكن الساحرة لأن أضواءها تخفت إذا ما قارنّاها بالأماكن الأثرية العملاقة والتماثيل الحجرية الشاهقة. سنلقي اليوم نظرة خاطفة على 7 أماكن سياحية غير مشهورة في مصر والتي قد يتفاجأ المصريون أنفسهم بوجودها.

1-محمية شرم الناقة :

تقع محمية شرم الناقة على ساحل البحر الأحمر قبل مدينة سفاجا بعدة كيلومترات، ويتميز هذا المكان بالنقاء الشديد وباحتوائه على العديد من الأحياء البحرية والشعب المرجانية الرائعة الجمال والتي تسحر الغواصين من شدة تألق ألوانها وتجعلهم في حالة من الانبهار لوجود مكان مثل هذا ولا يعلم الكثير من الغواصين بشأنه. عندما ذهبت لهذا المكان لأول مرة كنت بصحبة بعض السياح الألمان وهم من أخبروني بشأنه، فانطلقنا سويًّا من مدينة الغردقة وكانت المسافة حوالي 55 كيلو مترًا، واستغربت كثيرًا من السبب الذي يجعلهم يقطعون تلك المسافة بالرغم من روعة الشواطئ في مدينة الغردقة، ولكن عندما وصلت إلى هناك أدركت على الفور سر جمال المكان، فهو منعزل تمامًا عن الأماكن المحيطة به ولا يعرفه معظم المصريين حتى أن العاملين في المكان قد استغربوا وجودي وكانوا يسألون باستمرارٍ عن كيفية معرفتي للمكان حيث أنهم لم يعتادوا أن يروا الكثير من المصريين هناك. يحتوي المكان على مركز غوص دولي حيث يمكنك استئجار معدات الغوص وعيش تلك المغامرة التي ليس لها مثيل. بدأ المكان بالاشتهار شيئًا فشيئًا خلال السنوات القليلة الفائتة وأطلق عليه اسم "ريفيرا البحر الأحمر" من جماله وتميزه.

2-محمية وادي الجمال وجبل حماطة :

هذه المحمية تختلف تمامًا عن شرم الناقة بالرغم من تشابه الاسمين، فمحمية وادي الجمال هي محمية صحراوية بامتياز تقع في أقصى الجنوب الشرقي من مصر بالقرب من مدينة مرسى علم وتبلغ مساحتها الكلية حوالي 7450 كم2 وتطل على ساحل البحر الأحمر من جهة الشرق بطول 60 كم. تعتبر محمية وادي الجمال إحدى أغنى وأكبر المحميات المصرية في الصحراء الشرقية، حيث أنها تمتلئ بالعديد من الكائنات الحية والتنوع البيئي سواء من الكائنات البرمائية مثل السلاحف البحرية التي اختارت هذا المكان الهادئ للتكاثر، كما أن هناك العديد من الطيور البحرية التي تستوطن الجبال المحيطة بالمنطقة كجبل حماطة الذي يعتبر أعلى جبل في الصحراء الشرقية بمصر.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

3-بحيرات الملح :

صورة من wikimedia

تقع بحيرات الملح في واحة سيوة بشمال غرب مصر، وتمت إضافتها مؤخرًا كوجهة سياحية مشوقة للراغبين في السياحة العلاجية، حيث أن تلك البحيرات لها أثار صحية إيجابية على من يسبح بها لفترة من الزمن مع التعرض لأشعة الشمس، ويرجع السبب إلى أن مياه تلك البحيرات تحتوي على العديد من الأملاح والمعادن ذات الصفات العلاجية لمعظم أنواع الأمراض الجلدية مما أضاف إليها قيمة علاجية بجانب مظهرها الخلاب. كان هذا المكان في أول الأمر منجمًا لاستخراج الأملاح المعدنية ذات الاستخدام الصناعي ولكنه الآن أصبح ذا شعبيةٍ كبيرةٍ للحصول على تجربة علاجية طبيعية بدون أعراض جانبية.

4-جزيرة الزبرجد والجزيرة الصخرية:

صورة من unsplash

تعرف جزيرة الزبرجد باسم جزيرة "سانت جونز" وهي من أقدم الجزر المصرية التي تم استخراج أحجار الزبرجد الكريمة منها، ويظن بعض العلماء أن تلك الجزيرة هي أول مكان تم استخراج الزبرجد منه بل إن أكبر حجر زبرجد في العالم تم العثور عليه في هذه الجزيرة وبلغ وزنه أكثر من 300 قيراط، وتم الاحتفاظ به وعرضه في متحف المعهد السميثسوني في واشنطن. تنتمي جزيرة الزبرجد إلى مجموعة من الجزر تسمى مجموعة جزر "خليج الفول" التي تنتمي لها أيضا الجزيرة الصخرية التي تُسمّى " جزيرة روكي"، وأصبحت الجزيرتان من أكثر الأماكن المشهورة للغوص لاحتوائهما على العديد من الأحياء المائية المميزة بما فيها كائن لا يوجد في أي مكان بالعالم إلا في هذه المنطقة وهو "الأطوم" أو "الدوجونج" الذي يعتبر أحد أنواع أبقار البحر المهددة بالانقراض، ويتواجد بالقرب من مياه مدينة مرسى علم السياحية، مما يضفي على تلك الرحلة متعةً خاصة برؤية هذا الكائن البحري الذي لا يوجد له مثيل.

حيوان الأطوم " الدوجونج":

صورة من wikimedia

يطلق عليه العديد من الأسماء مثل "فيل البحر"، "بقر البحر" "عروس البحر"، وله فم كبير وعينان صغيرتان، وهو من الثدييات البحرية المهددة بالانقراض وتربطه صفات حيوانية مشتركة مع الأفيال والبقر والخنازير. فمه يشبه الخرطوم وله نابان طويلان عند البلوغ. يتوافد إليه السياح من أكثر من 20 دولة لمشاهدة هذا الكائن المميز.

5-البحيرة المسحورة ومحمية وادي الريان:

صورة من wikimedia

تقع البحيرة المسحورة في الصحراء الغربية الواقعة في محافظة الفيوم بوسط مصر غرب نهر النيل، وهي جزء من محمية وادي الريان، وسميت بهذا الاسم بسبب أن لون مياهها يتغير عدة مرات في اليوم الواحد بشكل غامض، ولم يتم التعرف على السبب الذي يجعل لونها يتغير بهذه الطريقة حتى الآن، لكن التغير يبدأ مع شروق الشمس وينتهي بغروبها مما يجعل هناك ارتباطًا وثيقًا بين تغير لون المياه وانعكاس أشعة الشمس على سطحها. بإمكانك تسلق جبل "المدورة" لترى منظرًا بانوراميًّا رائعًا لا يُنسى للبحيرة، كما يمكنك التخييم لمدة يوم لتتمكن من مشاهدة الحياة البرية في المحمية.

محمية وادي الريان

صورة من wikimedia

تعتبر تلك المحمية من أهم المحميات الطبيعية في مصر وتقع على بعد 40 كم جنوب غرب مدينة الفيوم، وتغطي المحمية مساحة 1759 كم2 وتحتوي على تنوع كبير في الحياة البيئية وبها العديد من الكائنات النادرة التي تجمعت حول المياه والشلالات الموجودة بالمحمية، ومن الجدير بالذكر أن تلك الشلالات هي الشلالات الوحيدة في مصر، كما تحتوي أيضًا على حفريات للعديد من المخلوقات البدائية التي عاشت في مصر في الماضي القديم والتي ما زالت تجري عليها الأبحاث والدراسات.

6-حمام فرعون

صورة من wikimedia

يقع في محافظة جنوب سيناء بمدينة " أبو زنيمة"، ويبعد عن العاصمة المصرية بحوالي 250 كم، وهو عبارة عن مجموعة من الينابيع يبلغ عددها خمسة عشر عينًا تتدفق منها المياه الكبريتية الساخنة التي تخرج من داخل مغارة بحمام فرعون متجهةً إلى شاطئ بخليج السويس. تبلغ درجة حرارة المياه المتدفقة 92 درجة مئوية، وعندما قام العلماء بتحليل تلك المياه المتدفقة، انتهت النتائج بأنها تصلح لعلاج حساسية الرئة وأمراض الروماتزم وأمراض الرئة والكبد والجلد. يقع هناك على أعلى الجبل المطل على خليج السويس كهف يستخدم كمركز علاجي من أجمل المعالم السياحية التي يتوجه إليها راغبو السياحة العلاجية ومحبو الطبيعة والعزلة.

7-الصحراء البيضاء

صورة من wikimedia

تقع الصحراء البيضاء في واحة الفرافرة بالصحراء الغربية من مصر وهي بمثابة كنز من العجائب لما تحتوي عليه من مناظر طبيعية وصخور مميزة مما يعطي انطباعًا بأنك قد غادرت كوكب الأرض بالرغم من بعدها 5 ساعات من مدينة القاهرة. سميت بهذا الاسم لأن أرضها تتكون من الطباشير الأبيض الثلجي، كما تنتشر بها تركيبات صخرية جيرية من نفس اللون الثلجي التي تكونت عن طريق الرياح مما يضفي على المنطقة وضعا جيولوجيًّا نادرًا. من أشهر تلك التركيبات الصخرية هي منطقة عش الغراب التي تتشكل على شكل عش طائر، كما اشتهرت بالحفريات اللافقارية والأشجار الحجرية وكثبان رملية ناصعة البياض.عادةً ما تستغل النباتات الأماكن المنخفضة بتلك الصحراء حتى تحولت إلى بساتين من أشهرها منخفض الفرافرة. يوجد أيضًا كهف "الجارة" الذي يعتبر من أغنى الكهوف في العالم من حيث الترسبات الجيرية المتنوعة، ويبلغ عمقه حوالي 50 مترًا تحت الأرض، ويزين مدخله بعض النقوش القديمة. وهناك تكتل من الرمال الناعمة المرتفعة التي يستمتع بها السياح بالقيام برياضة التزلج على الرمال.

صورة من unsplash

وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتعجب من هذه الكنوز الطبيعية والأماكن الساحرة التي تقبع في قلب الصحاري المصرية في هدوء لتحكي في صمتٍ قصصًا عن الماضي الغابر.

المزيد من المقالات