عمان الأردن: رحلة بين أجمل 10 معالم سياحية
منظر المدينة والمسرح الروماني في عمان، الأردن
عمان، العاصمة الأردنية، تعتبر بوابة التاريخ والثقافة العربية. تجمع هذه المدينة بين العراقة والحداثة، وتعد موطنًا للعديد من المعالم السياحية التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم. في هذه المقالة، سنأخذكم في جولة لاستكشاف أبرز هذه المعالم ونغوص في أعماق تاريخها الغني.
القلعة: شاهد على التاريخ
تعتبر قلعة عمان الاردن من أهم المعالم التاريخية في المدينة، حيث تقف على تلة تطل على عمان، مشكلةً جسرًا بين الماضي والحاضر. تحتضن القلعة آثارًا تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وتعكس تنوع الحضارات التي مرت بها. يمكن للزوار التجول بين أطلالها واستشعار روح التاريخ التي تعبق من جدرانها.
يقف جبل القلعة شامخًا بارتفاع يقارب 800 متر فوق مستوى البحر، متميزًا بموقعه الاستراتيجي الذي يشمل سورًا مرتفعًا وأبراج مراقبة تصل إلى حوالي عشرة أمتار.
تتمركز الآثار الباقية على جبل القلعة في تشكيل يشبه الزاوية المثلثة، حيث يوجد برج وهيكل بالطراز الكورنثي، وقد اقتصر البقاء على أساساته وبعض الأعمدة المقطوعة. وتشير الاكتشافات الأثرية الجديدة إلى أن هذه الآثار تنتمي للعصور البرونزية المتوسطة، الحديدية، الهلينستية، الرومانية، والأموية.
علاوة على ذلك، يضم جبل القلعة أطلال كنيسة بيزنطية تعود للقرن السادس الميلادي.
كما يشتهر جبل القلعة بالقصر الأموي والبركة المنحوتة في الصخر، وهما من البنايات التي تعود للحقبة الأموية. تعتبر زيارة جبل القلعة فرصة للاطلاع على الثراء والتنوع الحضاري للأردن.
درج الروماني: روعة العمارة القديمة
يشكل المدرج الروماني في عمان مثالًا حيًا على الهندسة المعمارية الرومانية العظيمة. يقع في قلب المدينة ويتسع لحوالي 6,000 متفرج، وقد استخدم عبر العصور لإقامة الفعاليات الثقافية والمسرحيات. يعد المدرج اليوم مركزًا للفنون والثقافة، ويستمر في استضافة العديد من الفعاليات الثقافية والمهرجانات.
المسرح الروماني العريق في عمّان، الذي يتربع على سفوح جبل الجوفة، يُعد شاهدًا على عظمة الحضارة الرومانية. يُظهر نقش يوناني على أحد الأعمدة أن المدرج قد أُقيم تكريمًا للإمبراطور أنطونيوس بيوس خلال زيارته لعمان في العام 130م.
يجاور المدرج ساحة الفورم الشهيرة، وتمتد مساحتهما معًا لتصل إلى 7,600 متر مربع، ويُعتقد أن تاريخ إنشائهما يعود إلى القرن الثاني الميلادي، في الفترة بين 138م و161م، في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس.
كان المدرج مسرحًا للعديد من الفعاليات المسرحية والغنائية، ويُعرف بجودة الصوت الممتازة التي يوفرها، مما يجعله موقعًا مثاليًا لاستضافة العروض الفنية حتى يومنا هذا.
اليوم، يضم المسرح متحفين صغيرين، أحدهما متحف الحياة الشعبية الذي يعرض تاريخ الحياة اليومية للأردنيين، والآخر متحف الأزياء الشعبية الذي يستعرض الأزياء التقليدية الأردنية والفلسطينية والحلي وأدوات التزيين النسائية.
وسط البلد: قلب عمان النابض
وسط البلد هو النواة التي نشأت منها عمان، وهو يعج بالحياة والنشاط. تصطف الأسواق والمحلات التجارية في شوارعه، وتعبق رائحة الأطعمة الشهية من المطاعم. يمكن للزوار شراء التحف والهدايا التذكارية، وتذوق الأطباق الأردنية الأصيلة، والتمتع بالمشهد الثقافي الغني.
مسجد الملك عبد الله: رمز الوحدة والتسامح
مسجد الملك عبد الله الأول، بقبته الزرقاء الشهيرة، يعد أحد أبرز المعالم الدينية في عمان. يمثل المسجد مكانًا للعبادة والتأمل، ويعكس التسامح الديني الذي تشتهر به المدينة. يستقبل المسجد الزوار من مختلف الديانات، مما يوفر فرصة للتعرف على الثقافة الإسلامية والعمارة.
شارع الرينبو: مزيج الثقافات والفنون
شارع الرينبو، المعروف بألوانه الزاهية وجدرانه المزينة بالجرافيتي، يعد قلب الحياة الثقافية في عمان. يمتد هذا الشارع عبر جبل عمان، ويضم مجموعة متنوعة من المقاهي، المعارض الفنية، والمتاجر التي تعكس التنوع الثقافي للمدينة. يعتبر شارع الرينبو مكانًا للقاء السكان المحليين والزوار على حد سواء، حيث يمكنهم الاستمتاع بالموسيقى الحية، والفعاليات الثقافية، وتذوق الأطباق المحلية والعالمية.
معبد هرقل: بصمة الإمبراطورية الرومانية
يقف معبد هرقل شامخًا على تلة القلعة، مشهدًا يحكي قصص العصور الغابرة. بُني هذا المعبد في القرن الثاني الميلادي، ويُعتقد أنه كان مكرسًا لأقوى آلهة الرومان، هرقل. الأعمدة الضخمة التي لا تزال قائمة تعطي فكرة عن مدى عظمة وروعة المعبد في ذروته. يُعد المعبد مثالًا رائعًا للهندسة المعمارية الرومانية ويوفر إطلالات خلابة على المدينة.
تم تشييد هذا الصرح العظيم تكريماً للإمبراطور ماركوس أوريليوس في الفترة ما بين 161 و166 ميلادية، وفقاً للنقوش التاريخية المكتشفة في الموقع. اليوم، يمكن للزائرين مشاهدة الواجهة الباقية من المعبد، التي تتألف من ستة أعمدة مهيبة، بالإضافة إلى عدد من الأعمدة الأخرى التي كانت جزءاً من الغرف الملكية المجاورة. المعبد، الذي يحمل اسم الإله هرقل، كان يُعد رمزاً للقوة والحماية للمدينة العريقة.
في وقتنا الحالي، لم يتبق من هذا المعلم الضخم سوى بعض الأعمدة الشامخة. وقد بذلت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع المركز الأمريكي للأبحاث الشرقية، جهوداً كبيرة في تسعينيات القرن الماضي لترميم المعبد والحفاظ عليه بالشكل الذي نراه اليوم.
كهف السبعة النائمين: أسطورة تتجسد في الواقع
كهف السبعة النائمين، المعروف أيضًا باسم كهف أهل الكهف، يحتضن قصة تاريخية تتمازج مع الأسطورة. يُقال إن سبعة شبان مسيحيين قد لجأوا إلى هذا الكهف هربًا من الاضطهاد، وقد ناموا لمدة قرون، ليستيقظوا في عالم مختلف. يجذب الكهف الزوار ليس فقط بسبب قصته العجيبة، ولكن أيضًا بسبب الهدوء والسكينة التي يوفرها.
قصر خرّانة
قصر خرّانة، الواقع في الصحراء الأردنية، هو أحد القصور الأموية القليلة التي نجت من عبث الزمن. يُعتقد أن القصر كان يُستخدم كقصر استراحة أو ربما كارافانسراي. تصميمه المعماري الفريد وزخارفه الجدارية الداخلية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
جبل اللوبيدة
جبل اللويبدة، بمنازله التاريخية وشوارعه الضيقة، يعد من أقدم أحياء عمان وأكثرها سحرًا. يتميز الجبل بمقاهيه العتيقة ومطاعمه التي تقدم أشهى الأطباق الأردنية، ويعتبر مكانًا مثاليًا للتجول والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمعمارية.
مسجد أبو الدرويش
مسجد أبو درويش، بقبابه البيضاء ومآذنه السوداء الفريدة، يعد أحد أكثر المساجد تميزًا في عمان. يقع المسجد في منطقة الأشرفية ويعتبر رمزًا للتعايش الديني والثقافي في الأردن. يُعرف المسجد بتصميمه المعماري الجميل وإطلالته البانورامية على المدينة.
كانت هذه جولة في أهم المعالم السياحية في عمان الأردن وما تقدمه لزوارها من تجربة ثقافية وتاريخية غنية، حيث تتناغم الأصالة مع الحداثة. تعد المعالم السياحية في عمان شاهدًا على تاريخ الأردن العريق وثقافته المتنوعة، وتوفر للزائر فرصة لاستكشاف جمال هذه المدينة الفريدة.