على مقطع أو مشاهدة فيديو حتى النهاية. يتولد عن ذلك "فقاعة اهتمام" تكرّس نمطاً معيناً من المحتوى، وتخفي الأنماط الجديدة أو المختلفة، فتعزز التشابه وتسرّع انتشار الترندات.
في تيك توك العربي، تنتشر ظاهرة تقليد الترندات الغربية، حتى في تفاصيل الصوت والحركات. يعكس ذلك رغبة في الانتشار، لكنه يخفّض قيمة الإبداع. في المقابل، ظهرت فئة من صناع المحتوى تستثمر الخوارزميات لإنتاج محتوى محلي يمزج اللهجة والثقافة والموسيقى العربية، وهو النوع الذي يساهم بفعالية في تطوير المنصة.
تفضّل الخوارزمية المحتوى القصير المحفّز للمشاركة، فيدفع ذلك بعض المبدعين إلى اختصار أفكارهم أو تقديم معلومات سطحية لضمان الانتشار. النتيجة: جمهور واسع يميل إلى المحتوى السهل والسريع دون تعمق أو تفكير، كأنه يستهلك دون تذوق حقيقي.
تغيّر الذوق الجماهيري بفعل هذا التوجه، فلم يعد النجاس مرتبطاً بجودة المادة، بل بقدرة الفيديو على جذب التفاعل. لذلك، صار التركيز على الجاذبية والشكل أكثر من الفكرة والمضمون.
الآلية الخوارزمية، التي تفهم البيانات لا الثقافة، تروّج للمحتوى السطحي إذا لاقى تفاعلاً كبيراً، فتمثل تهديداً للهوية واللغة العربية. لكنها تتيح أيضاً الفرصة لمن يعرف كيف يحترف استخدامها لصالحه، ويقدّم محتوى عربي مبتكر.
الخوارزميات أدوات قوية، لكنها لا تقف أمام وعي المستخدم. إذا دعمت المحتوى المميز، لاحظته الخوارزمية ودفعته للأمام. التأثير في تيك توك ليس حظاً، بل ذكاء وتفاعل مستمر.
وتذكر دائماً… بنقرة إعجاب، تغيّر الترند.