يمكن أن تقع فريسة للكذب حتى 200 مرة في اليوم!

يجد معظمنا تحديًا في التمييز بين الأشخاص الصادقين والمخادعين. إن معظم علامات زيادة التوتر والحمل الإدراكي التي يمر بها الكاذب لا يمكن اكتشافها إلا بواسطة جهاز كشف الكذب. ومع ذلك، فإن بعض الخبراء يجيدون جدًا كشف الكاذبين عندما يصادفونهم، ومن هؤلاء الخبراء علماء النفس والمعالجون النفسيون وقرّاء لغة الجسد.

بالحديث عن ذلك، يمكنك تحديد ما إذا كان الفرد يكذب عليك أم لا، ليس فقط من خلال لغة الجسد ولكن أيضًا من خلال الإشارات اللفظية – إذ يعتمد راوي الأكاذيب على الحيل اللفظية ليبدو وكأنه راوٍ للحقائق بدلاً من ذلك.

في هذا المقال سنتحدث عن الطرق المختلفة للإمساك بالكاذب عن طريق كلامه.

يتسبب الكذب في زيادة العبء الإدراكي لدى الأشخاص المخادعين، حيث يتطلب الأمر الكثير من الموارد العقلية ليس فقط لصياغة كذبة ولكن أيضًا للتوصل إلى طرق لقول الكذبة بشكل مقنع.

إن إعادة طرح السؤال هي طريقة شائعة يستخدمها الأشخاص غير الشرفاء ليكسبوا لأنفسهم بعض الوقت لتلفيق كذبة. وقد يجدون أنه من الضروري تكرار السؤال بأكمله تقريبًا أو حرفيًا بالكامل.

ومع ذلك، قد يقومون في بعض الأحيان بإعادة صياغة السؤال ببساطة، وإضافة عبارة مثل "إذن، ما تطلبه مني هو..." أو "دعني أكون واضحًا تمامًا: أنت تريد معرفة ما إذا كان..."، وهذا يتيح لهم الحصول على فرصة أكبر لتلفيق الكذبة الأكثر إقناعًا التي يمكنهم التوصل إليها.

من الآمن أن نفترض أن ما تسمعه أو تقرؤه هو هراء مطلق إذا كان الشخص الذي تشتبه في أنه لا يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته يلجأ إلى استخدام اللغة المطلقة.

أطيب التمنيات

ببساطة، اللغة المطلقة لا تترك مجالًا لأي شك. إن استخدام اللغة المطلقة يشبه قول الفرد المخادع إنه لا توجد شروط أو استثناءات – ما يقال هو الحقيقة، الحقيقة كاملة ولا شيء غير الحقيقة.

خاصة إذا كان ما يدعيه الشخص لا يمكن إثباته بأي حقائق، فيكون من السهل جدًا أن يبدو ادعاؤه غيرَ صادق ومبالغا فيه. من ناحية أخرى، لا يتعين على الشخص الذي يتسم بالصدق أن يحاول أن يكون مقنعًا لأنه، في نهاية المطاف، لا يوجد شيء آخر فيما يقال سوى الحقيقة.

سيفعل المخادعون أي شيء وكل شيء ضروري ليبدوا مقنعين. وهذا ليس مستغربا لأنه، بعد كل شيء، لن يكون في ذهن أي شخص مخادع أن يكون القبض عليه جزءا من الخطة.

إن عبارات مثل " كي أكون صادقًا" و"لقول الحقيقة لك" هي عبارات أساسية في أقوال العديد من رواة الأكاذيب. و في كثير من الأحيان قد تسمع أيضًا "صدقني" أو "الحقيقة هي أن ....." .

وإذا كانوا يقولون مثل هذه العبارات أثناء الإشارة بكلتي اليدين أو التواصل البصري عمدًا، وهي أدوات يستخدمها الكذابون، فمن الممكن أن يكون هناك مخادع في وسطك.

اللغة المؤهلة، ببساطة، هي استخدام الكلمات التي يمكن أن تزيد أو تقلل من يقين العبارة - "شعار العلامة التجارية جذاب للغاية" مقابل "شعار العلامة التجارية جذاب إلى حد ما".

إن الكاذبين مولعون باستخدام هذه اللغة ويستخدمونها بهدف إنقاذ أنفسهم من أن يكونوا مُتّهمين وبوضع مخجل في حالة اكتشاف أكاذيبهم.

إن استخدام عبارات مثل "بقدر ما أستطيع أن أتذكر" أو "إذا سألتني" يشبه تنظيف أيديهم حتى قبل أن يشير شخص ما إلى أن أيديهم متسخة.

ومن أجل السيطرة على الضرر حتى قبل وقوع الضرر، يستخدم العديدُ من الكذابين اللغةَ المؤهلة حتى لا يمكن محاسبتهم بشكل كامل، أو على الإطلاق، في اللحظة التي يتم فيها كشف الكذب.

يعرف جميع الكاذبين أن القبض عليهم يمكن أن يوقعهم في المشاكل، ولهذا السبب يميلون إلى الابتعاد عن استخدام أي ضمائر بضمير المتكلم حتى لو كان ذلك يعني تقديم عبارات غريبة.

قد يقول الصادق شيئًا مثل "أنا تسببت بانبعاج السيارة عبر الاصطدام بشجرة". من ناحية أخرى، قد يقول الشخص المخادع بدلاً من ذلك: "اصطدمت السيارة بشجرة، وهذا هو سبب انبعاجها". ومن خلال عدم استخدام ضمير المتكلم، يمكن للكذاب أن يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس لديه أي مساءلة أو مسؤولية على الإطلاق.

ووفقًا للخبراء في كشف الخداع، فإن هذا أكثر شيوعًا في الأكاذيب المكتوبة منه في الأكاذيب المنطوقة. لذا، إذا تلقيت بريدًا إلكترونيًا أو رسالة نصية تبدو وكأن المرسل يروي قصة شخص آخر، فقد يحاول الفرد إعطاء الانطباع بأنه لا علاقة له بها.