157 كم³، ما يجعلها خزانًا مائيًا استراتيجيًا يخدم الزراعة، الصيد، السياحة، وإنتاج الطاقة.
تبلغ البحيرة طولًا يزيد عن 480 كيلومترًا (320 في مصر و160 في السودان حيث تُعرف بـ"بحيرة نوبيا")، وعرضًا يصل إلى 35 كيلومترًا، بينما يبلغ أقصى عمق لها 90 مترًا. امتلاؤها أدى إلى تشكّل أكثر من 85 خورًا، مما أضفى تنوعًا جغرافيًا على المنطقة. وجودها وسط الصحراء منحها طابعًا بصريًا بيئيًا فريدًا.
لكن المشروع الضخم لم يَخلُ من كلفة اجتماعية؛ إذ أجبر أكثر من 150,000 من النوبيين في مصر والسودان على ترك منازلهم، وتعرّضت معالم أثرية كبرى لخطر الغمر مثل معابد أبو سمبل وفيلة، ما استدعى تدخلًا عالميًا بقيادة اليونسكو لإنقاذها. وتغيّر النظام البيئي بعد توقف تدفق الطمي، ما أضعف خصوبة الأرض جنوب السد وفرض على المزارعين استخدام الأسمدة الكيميائية.
اقتصاديًا، أصبحت البحيرة ركيزة استراتيجية، ساهمت في تطوير الريّ الدائم خاصة في مشروع توشكى، وتحسين الأمن الغذائي عبر قطاع صيد الأسماك المتنوع الذي يضم أكثر من 52 نوعًا. كما جذب الموقع السياح، خصوصًا المهتمين برحلات الصيد وزيارة المعابد القديمة.
تمثل بحيرة ناصر أيضًا أفقًا للتنمية المستقبلية، إذ يهدف مشروع "وادي نصر" إلى استصلاح آلاف الهكتارات وتوطين السكان في الصحراء الغربية. ورغم ذلك، تواجه المنطقة تحديات تتعلق بتدهور التربة، الحاجة إلى حفظ التوازن البيئي، والضغوط الجيوسياسية المرتبطة بمياه النيل، فضلًا عن الحاجة لتحديث محطات الطاقة الكهرومائية المرتبطة بالسد العالي.
بحيرة ناصر رمز للتكامل بين الإنسان والطبيعة، وشاهد على التحديات الكبرى في إدارة المياه والبيئة والتنمية المستدامة في منطقة حيوية بين مصر والسودان.
ناتالي كولينز
· 15/10/2025