النفسية وتأثيرها على وظائف الجسم.
الفضاء بيئة قاسية تخلو من الجاذبية والضغط الجوي الطبيعي، وتتميز بمستويات إشعاع مرتفعة وتغيرات حرارية شديدة. في ظل الجاذبية المنخفضة، يفقد الإنسان كتلة عضلية وكثافة عظمية، لأن الجسم لا يبذل نفس الجهد المطلوب على الأرض. يعيد القلب والأوعية الدموية ترتيب وظائفها، مما يسبب ضعف الدورة الدموية وصعوبة في الوقوف عند العودة إلى الأرض.
التعرض للإشعاع الفضائي يشكل خطراً كبيراً، بسبب غياب الحماية التي توفرها الغلاف الجوي للأرض، مما يزيد من احتمال تلف الحمض النووي وخطر الإصابة بالسرطان. تسعى التقنيات الحديثة لتقليل الخطر عبر التدريع وتطوير أدوية جديدة.
تشكل العزلة والمساحة المحدودة تحديات نفسية صعبة. تؤدي قلة التواصل والبعد عن البيئة الأرضية إلى اضطرابات معرفية ونفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والمعرفي. لذلك، أصبح الدعم النفسي والبرامج الترفيهية جزءاً أساسياً لحماية الصحة النفسية في مهمات الفضاء.
يتأثر الجهاز المناعي سلباً، حيث يحدث تغير في استجابته، مما يرفع من خطر العدوى. تزداد المخاطر الميكروبية داخل المركبة بسبب تغيرات في ضراوة البكتيريا.
الصحة الإنجابية ما زالت مجالاً غير مؤكد، إذ تؤثر الإشعاع والجاذبية المنخفضة في الخصوبة ونمو الأجنة، مما يتطلب المزيد من الدراسات لتقييم إمكانية التكاثر البشري في الفضاء.
تهيئة الإنسان للعيش في الفضاء تتطلب فهماً دقيقاً لتأثيراته الجسدية والنفسية. يشكل البحث المستمر والتقنيات الجديدة عنصراً أساسياً لتجاوز التحديات وتحقيق استكشاف فضائي آمن ومستدام.