الأدنى من المصاريف، البيت لم يعد يجمع الجميع تحت سقف واحد، العمر الطبيعي أصبح أطول بعشر سنوات، وأسعار السلع ترتفع كل عام. هذه الحقائق تُلزم أي موظف بأن يبدأ من اليوم في جمع مبلغ ثابت يكفيه وهو لم يعد يستلم راتبًا.
الخطوة الأولى: تخصيص جزء من الراتب فور استلامه، حتى لو خمسين ريالًا، وتكرار العملية كل شهر دون تردد. حدّد رقمًا واضحًا تحتاجه عند بلوغ الستين، ثم اقسم المبلغ بين: حساب توفير يعطي عائدًا، شقة صغيرة للإيجار، وحدات استثمارية تُباع بسهولة، وسبائك ذهب وزن 5 أو 10 غرام. اشترك في صندوق التقاعد الوطني أو أي خطة تقدمها الشركة التي تعمل بها قبل أن تطلب منك أوراقًا إضافية.
ابتعد عن القروض التي تُؤخذ لشراء هاتف أو سيارة جديدة، واقرأ كتيبًا واحدًا كل شهر عن إدارة المال. بعد التوقف عن العمل، حوّل استثماراتك إلى أدوات تعطي عائدًا ربع سنوي ثابتًا، واحتفظ بمبلغ يعادل سنة كاملة من المصاريف في حساب جارٍ. توقع أن فاتورة الطبيب ستتضاعف، لذا خصص لها بندًا سنويًا قبل أي مصروف آخر.
افتح مكتبًا صغيرًا في البيت تقدم من خلاله خبرتك مقابل أجر بالساعة، أو بع أدواتك القديمة على الإنترنت. اسحب من رصيدك كل سنة مقدار 4٪ فقط؛ أي إذا كان لديك مليون ريال فتخرج أربعين ألفًا، تبقى الزيادة فائدة تُعاد استثمارها.
أكبر عقبة في المنطقة: الناس تتكلم عن الادخار ولا تطبق، الدولة لا تمنح إعفاءات ضريبية على التقاعد، والابن والابنة والأم والأخ كلهم يمدون يدهم إلى الراتب. لتجاوز الوضع، اخصص من الراتب 10٪ كبداية، وارفع النسبة إلى 20٪ عند كل زيادة. لا تضع كل المال في عملة واحدة، وخصص يومًا في الأسبوع لممارسة هواية تُخرجك من البيت وتكسر الروتين.
التقاعد ليس نهاية العمل، بل بداية مرحلة تعيش فيها على ما جمعته بعرقك. الادخار المبكر يجنبك أن تمد يدك للآخرين، ويمنحك قدرة على دفع فاتورة الكهرباء دون تردد، والسفر إلى مدينة جديدة كل عام دون خوف من صفر في الحساب.
فيكتوريا كلارك
· 14/10/2025