الوطني ويُعرف بـ"سلة الغذاء".
يشتهر الوادي بمناخه المعتدل صيفًا والبارد شتاءً، إذ تحميه الجبال من التقلبات الجوية، ما يساعد على تنوع الحياة البرية ونجاح الزراعة. يجري فيه نهران كبيران: العاصي شمالًا والليطاني جنوبًا، وتُستعمل مياههما في ري الحقول وتوليد الكهرباء، ما يزيد من أهمية الوادي الاستراتيجية.
إلى جانب موقعه الجغرافي، يحمل وادي البقاع تراثًا حضاريًا عريقًا، إذ مرت عليه حضارات متعددة: الفينيقيون، اليونان، الرومان، والعرب. أبرز معالم هذا التاريخ تقع في مدينة بعلبك، التي تضم معابد رومانية ضخمة، أشهرها معبد جوبيتر وباخوس، المدرج ضمن قائمة اليونسكو. تسكن بعلبك غالبية من الطائفة الشيعية، بينما تضم زحلة غالبية مسيحية، وتشتهر بصناعة الأغذية والنبيذ، ما يعكس التنوع الثقافي والديني في المنطقة.
زحلة، عاصمة محافظة البقاع والمُلقبة بـ"عروس البقاع"، يقطنها نحو 150,000 نسمة، وتُعرف بصناعة النبيذ والعرق اللبناني، إلى جانب صناعات غذائية متنوعة. أما بعلبك فتمثل الدور التاريخي والثقافي للبقاع، ليس فقط كموقع أثري، بل كمركز يعكس تنوع المجتمع اللبناني.
الزراعة تبقى النشاط الأساسي، خاصة زراعة القمح، البطاطا، الزيتون، العنب، والتفاح. إلى جانبها، يساهم القطاع الصناعي والسياحي في دعم الاقتصاد المحلي. رغم تحديات النزوح السوري والأزمة الاقتصادية، يبقى البقاع مساحة يتقاسمها اللبنانيون من مختلف الطوائف، ويعكس اندماجًا وطنيًا حقيقيًا.
وادي البقاع ليس مجرد سهل زراعي أو ممر جغرافي؛ هو صورة واضحة لهوية لبنان، بتاريخه العريق، مدنه الحية، وتنوعه الديني والثقافي. يجسد روح التعدد والتعايش، ويظل شاهدًا على تطور البلاد وحضاراتها المتعاقبة.
باتريك رينولدز
· 14/10/2025