موقعها الجغرافي، كما يشير إلى أنها كانت نقطة التقاء بين حضارات السامية والمسيحية، وبين اللغتين الآرامية والعربية.
تعد معلولا من أقدم القرى المسيحية المأهولة في العالم، ويسكنها أرثوذكس يونانيون وكاثوليك ملكيون، يحافظون على لغتهم الآرامية وطقوسهم الدينية منذ قرون. تدوي الأناشيد الآرامية في أزقتها، فتصبح القرية صورة حية من الماضي.
أبرز المعالم فيها دير مار سركيس الذي بُني في القرن الرابع، ودير مار تقلا الذي يضم ضريح القديسة التي هربت من الاضطهاد، ويُعرف "ممر القديسة تقلا" بأنه من أهم المواقع الطبيعية والدينية في المنطقة.
تحيط بها جبال القلمون ذات المناظر الطبيعية الجميلة، وتضاريسها المتنوعة ومناخها المعتدل، وتضم أديرة ومغارات تاريخية استخدمها الرهبان للعزلة والتأمل، وتزداد جمالاً في الربيع والشتاء.
تحتفل معلولا كل عام بـ عيد القديسة تقلا، فيأتي الحجاج للمشاركة في الصلوات، الأهازيج، والولائم الجماعية. كما تحافظ على طقوس الزواج والمعمودية بالآرامية، ويُقدَّم خلالها العرق والمعمول المحلي.
تبعد معلولا عن دمشق ساعة بالسيارة. يُفضل زيارتها في الربيع أو الخريف، عندما يكون الجو معتدلاً وتتزامن الزيارة مع الأعياد. تتوفر بيوت ضيافة بسيطة في القرية، أو يمكن الإقامة في دمشق والقدوم في رحلة نهارية.
معلولا ليست مجرد أطلال أو معالم، بل تجربة تربط بين الثقافة والروحانية، تعكس صمود السكان وإيمانهم وجمال الطبيعة، وتبقى من أبرز الوجهات الدينية في سوريا.