تقع بحيرات أوباري في قلب الصحراء الكبرى جنوب غرب ليبيا، وتُعد من أبرز معالم الطبيعة النادرة في منطقة بحر الرمال الليبي. تشتهر البحيرات بمياهها الفيروزية وسط الكثبان الرملية الشاسعة، وتضم أكثر من 20 بحيرة مالحة، بعضها يفوق ملوحة مياه البحر بخمس مرات، مثل بحيرة غابرون وأم الماء ومندرة.
تشكّلت البحيرات الطبيعية نتيجة تفاعل جيولوجي طويل شمل حركة القشرة الأرضية، وتآكل الصخور، ووجود طبقات صلبة لا تسمح بتسرب المياه، فجمعت مياه الأمطار والجريان السطحي والمياه الجوفية في أحواض مغلقة. أعماقها تتراوح بين 7 و35 مترًا، وبعض البحيرات تحتوي على طحالب ملحية تعطي مياهها لونًا أحمر غير معتاد.
قراءة مقترحة
يمتد نظام بحيرات أوباري على مساحة تقارب 7000 كيلومتر مربع، ويخضع لمناخ صحراوي قاسي، قليل الأمطار، عالي التبخر. مع ذلك، تسهم المياه الجوفية في تجديد البحيرات والحفاظ على توازنها البيئي عبر شبكة من الطبقات المائية المتصلة تحت الأرض.
ورغم الجفاف الصحراوي، تؤوي بحيرات أوباري تنوعًا حيًا واضحًا، إذ تستضيف طيورًا مهاجرة وكائنات مائية متأقلمة، منها أسماك نادرة لا توجد إلا هنا. وتُعد البحيرات محطات راحة أساسية للطيور أثناء رحلاتها عبر الصحراء.
تحمل البحيرات قيمة ثقافية عند الطوارق، الذين يرونها رموزًا روحية ومراكز للحياة التقليدية، كما كانت نقاطًا مهمة لقوافل التجارة القديمة. غير أن النظم الإيكولوجية الرقيقة تواجه تهديدات مباشرة، منها تغير المناخ، الاستهلاك المفرط للمياه، وضعف الإدارة البيئية بسبب عدم الاستقرار في البلاد.
ورغم الظروف السياسية الصعبة، عادت بحيرات أوباري لتبرز كوجهة سياحية محلية لمن يبحث عن الهدوء في الطبيعة، حيث يزورها الناس لمراقبة الطيور، التخييم، والمشي بين الكثبان. وتبقى بحيرات مثل محفو وغابرون الأكثر زيارة لأن الوصول إليها أسهل مقارنة ببحيرات أخرى تقع في مناطق نائية.
