أما اليوم فيُعتمد على الهدف 15.3.1 من أهداف التنمية المستدامة باستخدام بيانات مثل إنتاجية الأرض، الغطاء النباتي، والكربون العضوي.
الأراضي عنصر أساسي في تأمين الغذاء، لأن الزراعة تحتاج إلى أرض خصبة، ويعتمد 2.6 مليار إنسان على الزراعة لكسب رزقهم. تُلبي المحاصيل الرئيسية كالأرز والقمح والذرة 60٪ من احتياجات الإنسان من الطاقة. كما يساهم تدهور الأراضي في انقراض الأنواع الحية وتراجع التنوع البيولوجي.
تخزن التربة والنباتات الكربون، لكن تدهور الأراضي يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة منه، يُتوقع أن تبلغ 69 غيغا طن بحلول 2050، أي ما يعادل 17٪ من الانبعاثات السنوية. وتشير التقديرات إلى أن 25-30٪ من الأراضي غير المغطاة بالجليد متدهورة، وقد ترتفع النسبة إلى 90٪ في 2050.
تختلف معدلات التدهور حول العالم، وتسجل أفريقيا وآسيا معدلات أعلى من المعدل العالمي. فُقد نحو 100 مليون هكتار سنويًا بين 2015 و2019، أي ما يعادل ضعف مساحة غرينلاند خلال أربع سنوات. يرتبط هذا التدهور بانخفاض الأمن الغذائي وخسائر اقتصادية سنوية تتراوح بين 6 و10.6 تريليون دولار.
تشكل اتفاقيات ريو الإطار الدولي لمكافحة التدهور من خلال ربط أهداف المناخ، التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر. تدعو اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى استعادة 5 مليارات هكتار بحلول 2050 باستخدام الزراعة المستدامة. وتُعد السعودية من الدول التي بدأت باستعادة 40 مليون هكتار بحلول 2030.
يشكل عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية فرصة لوقف تدهور الأراضي واستعادة 350 مليون هكتار بحلول 2030. لكن التمويل المتاح حاليًا والمقدر بـ 1 تريليون دولار سنويًا حتى 2030 لا يزال أقل من الحاجة الفعلية.
التعاون الدولي والمحلي، وابتكار آليات التمويل، ودعم الحلول الطبيعية، كلها عناصر ضرورية لعكس مسار التدهور وتحقيق استدامة بيئية واقتصادية.
هانا غريفيثز
· 20/10/2025