ديوانًا نُقلت إلى لغات عدّة، ولا تزال أبياته تتردد كلما عادت معاناة الفلسطينيين والعرب إلى الواجهة.
تجاوز صدى شعر درويش حدود الورق، فاستخرج فنانون تشكيليون مقاطعه وحوّلوها إلى صور مرئية. في لوحته «أنا قادم من هناك» رسم سليمان منصور امرأة يتشابك جسدها مع خريطة الوطن، ليُظهر الحنين، بينما وضع ناجي العلي شخصية حنظلة أمام خلفية كتب عليها أبيات لدرويش، ليثبت الذاكرة والمقاومة في ذهن المشاهد.
أدخل الخطاطون قصائد درويش إلى الفن التعبيري. كتب حسن مسعودي أبياته بخط عربي انسيابي حافل بالعاطفة، وكرّس كمال بُلّاطة مقطعًا من «بطاقة هوية» في تصاميم تجريدية تُعري المشاهد بإشكالية الهوية.
ظهرت أبيات درويش على جدران غزة وعلى جدران مخيمات اللاجئين، فصارت جزءًا من فن الشارع الاحتجاجي. استعانت الفنانة اللبنانية بهية شهاب بمقاطع من «لاعب النرد» في أعمالها التي رسمتها أيام الربيع العربي، ودمجتها بعبارات ثورية.
في الفن المعاصر، أعادت إيميلي جاسر ولاريسا صنصور استخدام كلمات درويش ضمن أعمال وسائط متعددة تُذكّر الجمهور بالذاكرة الفلسطينية. نحتت جاسر أسماء 418 قرية هُجّر سكانها على لوحات حجرية، واستعانت ببيت شعري له، بينما تناولت صنصور فكرة المقاومة عبر أسطورة وتاريخ بديل في فيلمها.
تحوّل درويش إلى رمز بصري، فرسمه فنانون في بورتريهات تعكس روحه. ألهمته قصيدة «تحت الحصار» هاني زوروب فرسم مشاهد حصار تعكس وجع الإنسان الفلسطيني أمام الاحتلال.
ختامًا، كلمات درويش لا تُقرأ فقط، بل تُرى وتُحسّ، ويحوّلها فنانون عرب إلى مقاومة بصرية متواصلة، ينقلها جيل بعد جيل ممن يرون في شعره لغة للجمال والنضال.
هانا غريفيثز
· 15/10/2025