ما يكشفه واقع "مشكلة العربة" عن الأخلاق
ADVERTISEMENT

تُطرح «مشكلة العربة» كمثال فلسفي لاختبار المبادئ الأخلاقية. السيناريو الأصلي يصور عربة تندفع نحو خمسة أشخاص مربوطين على السكة، وأمامك رافعة تُحوّل مسارها نحو سكة جانبية تربطها حياة واحدة. غالبية الناس يميلون إلى سحب الرافعة، معتبرين أن إنقاذ خمسة مقابل خسارة واحد هو القرار الأخلاقي الأفضل، استنادًا إلى المبدأ النفعي.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

لكن عندما تتغير الحالة ويُطلب منك التضحية برجل بدين بدفعه عن الجسر لإيقاف العربة، تتغير ردود الفعل. رغم أن النتيجة واحدة - التضحية بحياة لإنقاذ خمس - إلا أن معظم الناس يرفضون هذا الفعل، لأنه يبدو أكثر عدوانية وأقل مبررًا أخلاقيًا. التفاوت يكشف نقصًا في الإطار النفعي الذي يقيّم الأفعال فقط بناءً على نتائجها.

يُقدّم «مبدأ التأثير المزدوج» بديلًا أخلاقيًا لتفسير المعضلة. وفقًا له، لا يجوز تنفيذ فعل غير أخلاقي حتى لو نتج عنه خير أكبر. سحب الرافعة يُعد فعلاً محايدًا أخلاقيًا يؤدي إلى نتيجة مزدوجة: إنقاذ خمسة ووفاة واحد، لكنه لا يستهدف الضرر بشكل مباشر. بالمقابل، دفع الرجل من الجسر فعل سلبي مقصود لتحقيق نتيجة جيدة، ما يجعله مرفوضًا. التأثير السلبي هنا ليس مصادفة، بل وسيلة، وهذا غير مقبول بموجب المبدأ.

يضيف المفهوم عنصر النية والمعنى الأخلاقي للفعل. لو كان سبب التدخل هو الكراهية الشخصية أو الانتقام، يُصبح الفعل خاطئًا حتى لو كانت النتيجة الظاهرة نبيلة. يركّز البُعد على نُبل الهدف وصفاء النية، ما يُميّز الأخلاقيات المسيحية والفضائلية عن النفعية.

أصبحت مشكلة العربة أساسًا لتطوير سيناريوهات أخلاقية متعددة تُستخدم في الفلسفة والنقاشات الأخلاقية الحديثة وحتى في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي. ومع تعقيد العالم الواقعي، يظل فهم التأثيرات المزدوجة وتمييز النية الفردية أداة مهمة لاتخاذ قرارات أخلاقية في ظروف صعبة.

غريس فليتشر

غريس فليتشر

·

17/10/2025

ADVERTISEMENT
اللوتس الأزرق: الزهرة المقدسة لمصر القديمة
ADVERTISEMENT

زهرة اللوتس الأزرق تُعد من أبرز رموز الحضارة المصرية القديمة، وقد احتلت مكانة مركزية في الثقافة والديانة. ارتبطت الزهرة ارتباطًا وثيقًا بنهر النيل، حيث كانت تزهر على ضفافه، ما جعلها رمزًا للنقاء والتجدد. اعتقد المصريون القدماء أن اللوتس الأزرق ينبعث من المياه العذبة ليعيد الحياة ويعبر عن الولادة الجديدة.

في

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الأساطير المصرية، قيل إن اللوتس الأزرق نشأ من فكي الإله "أمون رع"، ما أكسبه رمزية إلهية، وجعله رمزًا للفخر الوطني والقوة الروحية. لعب اللوتس أيضًا دورًا بارزًا في الفن والعمارة، حيث زُينت به المعابد والمقابر، وظهر في تماثيل الملوك والآلهة مثل "نيفرتومي"، بما يعكس تقدير المصريين له كرمز للجمال والقداسة.

لم تنحصر أهمية الزهرة في الرمزية الدينية فقط، بل امتدت لتشمل الحياة اليومية. استخدمت في الطقوس، واعتُبرت رمزًا للخلود والكمال. كما دخلت في الطب الشعبي بفضل خصائصها العلاجية، حيث صُنعت منها المراهم والزيوت، واستخدمت لتهدئة الأعصاب وتسكين الآلام. جرى أيضًا استعمالها في التزيين وصنع الإكسسوارات لإبراز الرقي والجمال.

وفي فنون العمارة، زُينت الأعمدة والواجهات بتصاميم اللوتس الأزرق، ما أضفى على المباني طابعًا روحيًا وجماليًا. كما ظهرت الزهرة في الرسوم والنقوش والرموز المرتبطة بالآلهة والملوك، تأكيدًا على مكانتها المقدسة. استخدمها المصريون في الطهي وصناعة العطور وحتى الورق.

في العصر الحديث، لا يزال اللوتس الأزرق جزءًا من الهوية الثقافية المصرية. يظهر في التصاميم الحرفية، كالتطريز والنسيج، ويُقدَّم كمصدر إلهام في الفنون والمأكولات والمشروبات. توجد معابد وحدائق مخصصة للاحتفاء به، وتُعرض فيها المنتجات المرتبطة بالزهرة التاريخية.

اللوتس الأزرق في مصر لا يقتصر على ماضٍ مجيد، بل يعيش في الحاضر كرمز دائم للتجدد والجمال، ويعكس صلة الإنسان بالطبيعة عبر التاريخ.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
معالم مراكش: ماذا تعرف عن المدينة التي تجمع بين الأصالة والحداثة؟
ADVERTISEMENT

مراكش، الملقبة بالمدينة الحمراء، تُعد من أجمل مدن المغرب وأكثرها شهرة، بفضل طابعها المعماري المميز وتراثها التاريخي العريق الممتد لأكثر من ألف عام. تقع بين جبال الأطلس وتتميز بمناخ معتدل وبيئة طبيعية متنوعة، تجمع بين الصحراء والواحات والغابات.

تشتهر المدينة بمعالم سياحية متميزة مثل قصر الباهية الذي يعكس روعة الفن

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الإسلامي والأندلسي بزخارفه الدقيقة وحدائقه المتناسقة. بينما تعد ساحة جامع الفنا القلب النابض للمدينة، حيث تتجمع الأنشطة التقليدية من عروض فنية وبيع الحرف المحلية.

أما مدرسة ابن يوسف ، فهي معلمة علمية وتاريخية من القرن الرابع عشر، وتبرز بجمال فنونها التقليدية. بالقرب منها، تمتد المدينة القديمة بأسوارها وأزقتها الضيقة، لتأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، وسط المساجد والحدائق والمقابر التاريخية.

أما جامع الكتبية ، فهو أقدم مساجد المدينة، يعود لعهد الموحدين، ويمتاز بمئذنته العالية ذات التصميم المغربي الأصيل. ويقابله القصر البديع ، الذي شيده أحمد المنصور الذهبي، ويضم مكتبة ضخمة وحدائق ضخمة.

تضم المدينة أيضاً القبور السعدية ، حيث ترقد أسر السلاطين السعديين مزينة بالزليج والرخام المنقوش. وبالقرب منها يقع حي القصبة العريق، الذي كان مركزاً للسلطة وبوابة رئيسية للحضارة الإسلامية، وتحتضنه أسوار وبوابات مثل باب أكناو.

من أبرز المعالم أيضاً القبة المرابطية ، وهي إحدى أقدم المنشآت الإسلامية في المغرب، تعود للعصر المرابطي، وكانت تستخدم كخزان ماء للمصلين، وتتميز بزخارفها الإسلامية الرائعة.

زيارة معالم مراكش ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة ثقافية وروحية غنية، تعكس تنوع المغرب وأصالته، وتترك في الزائر انطباعاً لا يُنسى بروعة تفاصيلها وجمال معمارها وتاريخها العريق.

بنجامين كارتر

بنجامين كارتر

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
أكبر مفاعل نووي في العالم في فرنسا يحصل على تكنولوجيا الاندماج الرئيسية من الصين
ADVERTISEMENT

وصل من الصين جزء ضخم يبلغ طوله 15 مترًا ووزنه 1600 طن إلى موقع مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER) في جنوب فرنسا. هذا الجزء هو أضخم نظام مغناطيسي أرسلته الصين حتى اليوم، وصممه معهد فيزياء البلازما في مدينة هيفي. يُعد وصوله خطوة أساسية نحو استخدام الاندماج النووي كمصدر

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

للطاقة النظيفة والمستمرة.

النظام يمد مغناطيسات المفاعل ذات التوصيل الفائق بالكهرباء، ويبردها، ويتحكم فيها بدقة، ويحمي المفاعل من أي اضطراب. اختبرته فرق صينية بشكل دقيق قبل شحنه، واستغرق تصميمه وإنتاجه أكثر من عشرين سنة بالتعاون مع 140 مؤسسة في 50 دولة، ما يظهر أن المشروع عمل عالمي خالص.

يهدف المشروع إلى بناء "نجم اصطناعي" يقلّد التفاعل الذي يحدث داخل الشمس، بدمج نوى الهيدروجين لإطلاق طاقة. يشارك فيه سبع جهات: الاتحاد الأوروبي، الصين، الولايات المتحدة، روسيا، اليابان، الهند، وكوريا الجنوبية، بتكلفة تتجاوز 22 مليار يورو.

الاندماج يولّد كميات كبيرة من الطاقة دون ينبعث ثاني أوكسيد الكربون ولا تبقى نفايات مشعة لعقود طويلة، والوقود متوفر بوفرة في مياه البحار. يُنتظر أن يُنتج موقع كاداراش أول بلازمة خلال سنوات قليلة، على أمل أن تخرج الطاقة الناتجة أكثر من الطاقة المستهلكة لإشعال التفاعل.

في موازاة ذلك، تجري الصين وفرنسا تجارب على مفاعلاتهما EAST وWEST، حيث سجل كل منهما أرقامًا قياسية في مدة احتباس البلازمة. تعمل الصين أيضًا على إنشاء أول مفاعل اندماج نووي هجين بحلول 2030. رغم مشاريعها الوطنية، تبقى الصين شريكًا رئيسيًا في ITER، تنقل التقنية وتُعدّ المهندسين.

يُعد هذا الإنجاز محطة متقدمة في مسار طاقة الاندماج، ويضع البشرية على أعتاب تحويل حلم "طاقة النجوم" إلى حل عملي لأزمة الطاقة العالمية.

شارلوت ريد

شارلوت ريد

·

17/10/2025

ADVERTISEMENT
نهر دجلة بين الماضي والحاضر
ADVERTISEMENT

يُذكر نهر دجلة دائمًا مع نهر الفرات، لأن مسيريهما يبدآن معًا من جبال طوروس جنوب شرق تركيا، ثم يجريان عبر سوريا والعراق لمسافة تبلغ نحو 1718 كيلومترًا، قبل أن يلتقيا ويُشكلا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.

يرتبط اسم "دجلة" في العربية بفعل "غطّى"، وفي السومرية يُسمى "ادجنا"، وفي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

السامية "ادجلان"، وهذا يدل على معانٍ لغوية متقاربة تدور حول تغطية الأرض بالمياه.

يجري نهر دجلة في أراضي ثلاث دول: تركيا، سوريا، والعراق، ويمر بمدن كبرى مثل الموصل وبغداد والكوت والعمارة. ورغم بناء سدود عديدة على مجراه، مثل سد دوكان وسد الموصل وسد دهوك، لا تزال مشاريع جديدة تُنجز، أبرزها مشروع جنوب شرق الأناضول التركي، الذي يخفض منسوب المياه ويزيد من احتمال الجفاف في العراق، بسبب قلة الأمطار وتغير المناخ.

شهد نهر دجلة نشوء أبرز الحضارات، من السومرية إلى البابلية والآشورية، ومر بتحولات كبيرة بعد الفتح الإسلامي، منها نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

لم يُعفَ دجلة من الكوارث التاريخية، أبرزها الهجوم المغولي على بغداد، حيث أُحرقت مكتبة بيت الحكمة وغرقت آلاف الكتب والمخطوطات الثمينة في مياهه، حتى تغير لون الماء بسبب الدم والحبر.

في السنوات الأخيرة، أدى تراجع منسوب المياه بسبب السدود وتغير المناخ إلى ظهور آثار تاريخية كبيرة، من أبرزها مدينة "زاخيكو" التابعة لحضارة الميتانيين، والتي كانت مغمورة تحت المياه لأكثر من 3400 سنة، مما كشف عن كنوز أثرية نادرة وجذب اهتمام بعثات أثرية عالمية.

رغم التحديات البيئية والسياسية والاقتصادية، يبقى نهر دجلة رمزًا للحضارة والخصب والازدهار، ويحمل في مجراه تاريخًا غنيًا ومكانة فريدة بين أنهار الشرق الأوسط.

أميليا باترسون

أميليا باترسون

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT