يرتبط عادةً بأمراض حقيقية.
يعزو أندرسن الارتفاع إلى نظام الرعاية الصحية، وطريقة الأطباء في التعامل مع المرضى، ونظرة المجتمع للغياب، ومدى قدرة NAV على متابعة الحالات، وإلى سهولة الحصول على إجازة مرضية في أماكن العمل. النرويج من أغنى دول العالم، تمتلك رعاية صحية متقدمة، وتسجل مؤشرات صحة مرتفعة، لكنها تتصدر دول العالم في أيام الغياب المرضي، وهو تناقض يطرح أسئلة.
منذ 2006، النرويج تحتل المرتبة الأولى بين دول الشمال في عدد أيام الغياب المرضي التي تتجاوز أسبوعًا. بقي المعدل مرتفعًا طوال الوقت، ولم يبلغ ذروته إلا مرتين: أثناء إنفلونزا الخنازير وجائحة كوفيد-19. لكن، على عكس الدول الأخرى، لم ينخفض الغياب بعد الجائحة، بل استقر على مستوى أعلى من السابق.
سيمن ماركوسن، من مركز راجنار فريش للأبحاث الاقتصادية، يقول إن النرويج تجمع بين نسبة توظيف مرتفعة ونظام إجازات مرضية يدفع راتبًا كاملًا لمدة سنة، لكن هذا النظام موجود منذ قبل الجائحة، ما يجعل تفسير الارتفاع الحالي أصعب.
أندرسن يوضح أن مقارنة الأرقام بين الدول معقدة، لأن النرويج تمنح تعويضًا كاملًا من اليوم الأول للإجازة المرضية، وهو أمر لا يطبقه سواها. كما أن المنهجية تختلف؛ فالنرويج تعتمد على "أيام العمل الضائعة"، بينما لا تستخدم الدول الأخرى نفس المعيار.
الوسيلة الوحيدة للمقارنة حاليًا هي مسح القوى العاملة (LFS) الذي يجريه مكتب الإحصاء النرويجي بالتعاون مع المملكة المتحدة وكندا وأستراليا. المسح يعطي صورة تقريبية، لكنه لا ينقل تفاصيل النظام النرويجي بدقة. توني كوبر من SSB تشدد على أن المشكلة ليست في ترتيب النرويج عالميًا، بل في استمرار الغياب المرضي على مستوى مرتفع بعد الوباء، بينما انخفض في الدول المجاورة.