القديمة ومسجد فيصل الذي يحتفظ بسجادته المنسوجة يدويًا ومصاحفه الخطية.
أول ما يراه الزائر عند دخول المدينة هو مئذنة مسجد فيصل البيضاء التي ترتفع أربعين مترًا، ثم يجد أمامه جبل مارجالا المكسو بالصنوبر، ويبعد عن المركز عشر دقائق فقط. يمشي السائح في درب دامن كو المائي، ثم يتوقف في قرية سيدبور ليشرب الشاي مع الحليب ويأكل الخبز الطازج. محبي الحيوانات يذهبون إلى منتزه روالبندي الوطني ليروا الغزلان والطيور، بينما يفضل العائلات الجلوس على كورنيش بحيرة راول لمراقبة الغروب.
تبدأ رحلة الطعام في الشارع الرئيسي حيث تفوح رائحة البرياني بالزعفران، ثم يُشوى الكباب على الفحم، وتُقلى كرات الجلاب جامون في السكر حتى تكتسب اللون البني الداكن. مطعم موناكو يقدم البرياني بنفس الوصفة منذ ثلاثين عامًا، بينما يضيف كوكب الشرق توابلًا جديدة على التكا دون المساس بالطعم الأصلي.
الأسواق تفتح أبوابها من العاشرة صباحًا؛ سوق جينا يبيع خزفًا مطليًا باللون الأزرق، وبلو إيريا تعرض أردية كشميرية مطرزة باليد. الثمن يُحدث فيه البائع والمشتري دون صياح، والحقيبة الصغيرة من التوابل تُغلف في ورق قديم وتُربط بخيط أبيض.
تشرين الأول ونيسان هما الشهران اللذان تكون فيهما الشمس دافئة والرياح خفيفة. على الزائر أن يرتدي بنطالًا يغطي الركبة وقميصًا بأكمام طويلة عند دخول المسجد، وأن يطلب سيارة عبر التطبيق بدلًا من الوقوف في الشارع. معظم اللافتات مكتوبة بالإنجليزية، لذا يجد السائح طريقه دون سؤال.
إسلام آباد ليست مجرد مباني حكومية، بل مدينة يعيش فيها الناس ببساطة، يتنزهون في الحدائق ويشربون الشاي على الأرصفة، فتجمع بين صخب الجبل وهدوء البحيرة، وتترك في الذاكرة رائحة الكباب ورؤية المئذنة البيضاء عند الغروب.
دانييل فوستر
· 14/10/2025