قصر الحمراء: تجربة سحر الحدائق الإسلامية
ADVERTISEMENT

يُعد قصر الحمراء في غرناطة الإسبانية من أبرز المعالم التاريخية والمعمارية في العالم الإسلامي، ويجسد مزيجًا مبهرًا من الفن والعمارة الأندلسية. يتميز بتفاصيله الزخرفية الدقيقة وتصميمه الداخلي المتناغم الذي يعكس ذروة الإبداع في العصور الوسطى.

يرجع تاريخ القصر إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وشيّده حكام بني نصر. يحتوي على شبكة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

متقنة من القنوات تعتمد على انحدار الأرض لتحريك المياه دون استخدام قوة خارجية. أُنفذت الشبكة بأنابيب طينية وقطع سيراميك وبنية هندسية خاصة توزع الماء على الحمامات والنوافير والحدائق، ما يظهر إدراكًا عميقًا للهندسة وترشيد الموارد.

يُعتبر نظام المجاري المائية في قصر الحمرارة من أبرز ملامحه. خفّف حرارة الجو ووفّر بيئة معيشية راقية، وجرى الماء باستمرار ونقاء عبر القنوات والبرك المصنّعة. هذا الاستخدام الذكي للماء رفع مكانة القصر ليصبح من أرقى القصور في عصره.

أما التصميم الداخلي فيحتوي على صالات واسعة، جدرانها مغطاة بنقوش عربية وزخارف هندسية دقيقة، تُظهر المهارة العالية التي وصل إليها المعماريون في الأندلس. وتُعد حدائق الحمراء من أجمل المعالم، بتنسيقها العربي التقليدي ونوافيرها ومساراتها الخضراء التي تفتح إطلالات رائعة على المدينة والجبال المحيطة.

لا يقتصر جمال قصر الحمراء على البناء، بل يمتد إلى إرث ثقافي غني يتجسد في المعروضات والقصص التاريخية، بدءًا من عهد السلطان محمد الثاني ووصولًا إلى دوره في الدفاع عن غرناطة. أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي عام 1984 لما يمثله من كنز حضاري نادر.

زيارة قصر الحمراء تمنحك تجربة فريدة لعيش الماضي الإسلامي الأندلسي بتفاصيله الكاملة، وتُحوّل معالمه مثل الحدائق الإسلامية والقاعات المزخرفة إلى رحلات بصرية وفكرية داخل حقب مضت، لكنها لا تزال تنبض بالحياة.

لورين كامبل

لورين كامبل

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
قصة زقورة أور التاريخية في العراق
ADVERTISEMENT

زقورة أور في العراق تُعد من أبرز الآثار الباقية من حضارة بلاد ما بين النهرين، وتُعتبر رمزًا معماريًا ودينيًا لحضارة سومر القديمة. كلمة "زقورة" تعني المعبد المدرج، وتميزت هذه الأبنية بشكلها المتدرج، بخلاف الأهرامات المصرية، وهي منتشرة في مناطق من العراق وإيران، ولعبت دورًا مهمًا في الطقوس الدينية والإدارة.

شيّد

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الملك السومري أور نامو زقورة أور حوالي عام 2100 ق.م تكريمًا للإلهة "نانا" إلهة القمر، في عهد الأسرة السومرية الثالثة. تقع الزقورة جنوب العراق، وتُعد من أقدم المعابد وأفضلها حفظًا في المنطقة، وتُعتبر جزءًا أساسيًا من السياحة التاريخية في العراق.

تتكون الزقورة من ثلاث طبقات متدرجة، تبلغ قاعدتها 64 × 46 مترًا، وتؤدي ثلاث سلالم رئيسية إلى منصة مرتفعة كان يُقام عليها المعبد المقدس. بُنيت من الطوب الطيني المغطى بطوب مخبوز ومادة البيتومين، واستُخدمت أكثر من 720 ألف طوبة في بناء الطبقات السفلى.

كان معبد الإله نانا في أعلى الزقورة أبرز جزء فيها، لكنه لم يبقَ حتى اليوم، بينما بقيت بعض التفاصيل المعمارية مثل فتحات التهوية التي تمنع تراكم الرطوبة، بالإضافة إلى مصارف لتصريف مياه الأمطار.

في القرن السادس قبل الميلاد، أعاد الملك البابلي نبونيدوس ترميم الزقورة وزاد عدد طبقاتها إلى سبع بدلًا من ثلاث. وبعد آلاف السنين، قام صدام حسين بترميم أجزاء من البناء المتضرر، لكن الزقورة تعرضت لاحقًا لأضرار خلال حرب الخليج.

في عام 2021، زار البابا فرانسيس زقورة أور، بعد أن قامت السلطات العراقية بتزيينها وإنارتها، مُشيدة بقيمتها الدينية والتاريخية كواحدة من أقدم المعالم في العراق.

بنجامين كارتر

بنجامين كارتر

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT
اكتشاف سحر إسلام آباد: دليل للسائحين لأول مرة
ADVERTISEMENT

إسلام آباد، عاصمة باكستان الحديثة، تملك جبالًا خضراء وحدائق واسعة وشوارع نظيفة، وتنتشر فيها متاحف ومساجد وأسواق تجعل الزائر يمضي يومًا كاملًا دون ملل. المدينة تتمدد على منحدرات جبال مارجالا، وقد رُسمت شوارعها على شكل شبكة منتظمة منذ الستينيات حين أُعلنت بديلاً لكراتشي. رغم بنائها الحديث، تظهر فيها قرية سيدبور

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

القديمة ومسجد فيصل الذي يحتفظ بسجادته المنسوجة يدويًا ومصاحفه الخطية.

أول ما يراه الزائر عند دخول المدينة هو مئذنة مسجد فيصل البيضاء التي ترتفع أربعين مترًا، ثم يجد أمامه جبل مارجالا المكسو بالصنوبر، ويبعد عن المركز عشر دقائق فقط. يمشي السائح في درب دامن كو المائي، ثم يتوقف في قرية سيدبور ليشرب الشاي مع الحليب ويأكل الخبز الطازج. محبي الحيوانات يذهبون إلى منتزه روالبندي الوطني ليروا الغزلان والطيور، بينما يفضل العائلات الجلوس على كورنيش بحيرة راول لمراقبة الغروب.

تبدأ رحلة الطعام في الشارع الرئيسي حيث تفوح رائحة البرياني بالزعفران، ثم يُشوى الكباب على الفحم، وتُقلى كرات الجلاب جامون في السكر حتى تكتسب اللون البني الداكن. مطعم موناكو يقدم البرياني بنفس الوصفة منذ ثلاثين عامًا، بينما يضيف كوكب الشرق توابلًا جديدة على التكا دون المساس بالطعم الأصلي.

الأسواق تفتح أبوابها من العاشرة صباحًا؛ سوق جينا يبيع خزفًا مطليًا باللون الأزرق، وبلو إيريا تعرض أردية كشميرية مطرزة باليد. الثمن يُحدث فيه البائع والمشتري دون صياح، والحقيبة الصغيرة من التوابل تُغلف في ورق قديم وتُربط بخيط أبيض.

تشرين الأول ونيسان هما الشهران اللذان تكون فيهما الشمس دافئة والرياح خفيفة. على الزائر أن يرتدي بنطالًا يغطي الركبة وقميصًا بأكمام طويلة عند دخول المسجد، وأن يطلب سيارة عبر التطبيق بدلًا من الوقوف في الشارع. معظم اللافتات مكتوبة بالإنجليزية، لذا يجد السائح طريقه دون سؤال.

إسلام آباد ليست مجرد مباني حكومية، بل مدينة يعيش فيها الناس ببساطة، يتنزهون في الحدائق ويشربون الشاي على الأرصفة، فتجمع بين صخب الجبل وهدوء البحيرة، وتترك في الذاكرة رائحة الكباب ورؤية المئذنة البيضاء عند الغروب.

دانييل فوستر

دانييل فوستر

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
سيبيو: رحلة إلى مدينة الثقافة والجمال في رومانيا
ADVERTISEMENT

تقع مدينة سيبيو الرومانية في منتصف ترانسيلفانيا، وتجمع بين آثار قديمة، فعاليات فنية، ومناظر طبيعية. أنشأها الساكسونيون في القرن الثاني عشر، وسرعان ما صارت سوقًا ثقافيًا وتجاريًا خلال العصور الوسطى. بيوتها مزيج من القوطي والباروكي، وجدرانها ملونة، وزواياها مرصوفة بالحجارة، فتشدّ من يحب التجول والتاريخ.

أشهر المعالم: الساحة الكبيرة "Piața

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

Mare" التي تحيط بها منازل قديمة؛ والساحة الصغيرة "Piața Mică" ذات الهدوء الخاص، وتحوي جسر الأكاذيب الرمزي. يعلو المدينة برج كنيسة سيبيو الإنجيلية بإطلالة واسعة، بينما يحتفظ متحف بروكنثال الوطني بلوحات عصر النهضة، ويقدّم متحف ASTRA للحضارة الشعبية نماذج من حياة الريف التقليدي.

يستطيع الزائر تذوّق "سارمالي" و"ميتش"، حضور مهرجان المسرح الدولي أو مهرجان الجاز، ثم التوجه إلى جبال الكاربات ووادي فاجرش. العائلات تزور المتاحف المفتوحة، تتنزه في الحدائق، أو تركب الدراجات.

تتراوح أماكن النوم بين فنادق فخمة، بيوت ضيافة تقليدية، ومنازل ريفية في القرى المجاورة، فتمنح الإحساس بالأصالة. يصل إليها أحد عبر مطارها الدولي أو عن طريق القطارات والحافلات.

تجمع سيبيو بين الحداثة والتاريخ، فتناسب من يبحث عن طبيعة خلابة، تراث عميق، وذكريات باقية. تترك المدينة أثرًا ثابتًا في ذاكرة كل من يخطوها.

دانييل فوستر

دانييل فوستر

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
التبولة: السلطة الشامية المميزة في سوريا ولبنان
ADVERTISEMENT

تُعد التبولة اللبنانية واحدة من أشهر سلطات منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي سلطة بقدونس منعشة مليئة بالنكهات. تتكون الوصفة التقليدية من البقدونس المفروم ناعمًا، الطماطم، البرغل الناعم رقم 1، البصل الأخضر، زيت الزيتون البكر الممتاز، وعصير الليمون الطازج. النسخة الأصلية اللبنانية تحتوي على كمية قليلة من البرغل مقارنة بالإصدارات الغربية

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

التي تستخدم كميات كبيرة منه.

تُعرف التبولة بسهولة تحضيرها وعدم حاجتها إلى طهي. تبدأ عملية التحضير بخلط زيت الزيتون مع عصير الليمون، ثم يُنقع البرغل بهذا الخليط ليُمتص النكهة ويصبح طريًا. أثناء النقع، تُفرم الخضروات، خاصة البقدونس، بدقة. بعد الانتهاء من التقطيع، تمزج المكونات برفق للحصول على طبق تبولة لذيذ ومنعش.

سلطة التبولة ليست فقط لذيذة بل غنية بالعناصر الغذائية؛ فالبقدونس والنعناع يحتويان على الفيتامينات ومضادات الأكسدة، والبرغل مصدر ممتاز للألياف. تُضاف الطماطم الغنية بالفيتامينات، وزيت الزيتون الصحي، ما يجعل التبولة خيارًا مثالياً لمن يتبعون نمط حياة صحي.

لإضفاء لمسات خاصة على وصفة التبولة، هناك عدة بدائل وإضافات شائعة. يُستبدل البرغل بالكينوا المحببة خصوصاً لمن يعانون من حساسية الغلوتين. إدخال إضافات مثل الخيار المقطع بدقة يعزز القرمشة، والرمان يمنح لمسة حلوة وحموضة منعشة، بينما إضافة الحمص تُعزز محتوى البروتين وتجعل الطبق مشبعًا أكثر. وأخيرًا، إضافة القليل من جبن الفيتا المتفتت يضفي نكهة كريمية تكمل تناغم النكهات في هذه السلطة الشرق أوسطية الرائعة.

تحظى التبولة بشعبية واسعة ليس فقط في المطبخ اللبناني، بل على مستوى العالم، وتُعد من أبرز الخيارات في وصفات السلطات الشرقية التي تجمع بين الطعم الرائع والقيمة الغذائية العالية.

أميليا باترسون

أميليا باترسون

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT