خاصة بعد التقدم في الفيزياء الحديثة.
من الأخطاء الشائعة تفسير القانوم وكأنه يصف حالة "عدم وجود قوى"، رغم أن قوى مثل الجاذبية والاحتكاك موجودة دائمًا. التفسير الأصح هو أن الجسم يحافظ على حالته الحركية إذا كانت مجموع القوى المؤثرة عليه يساوي صفرًا. أما "القصور الذاتي" فليس مجرد خاصية تتعلق بالكتلة، بل يرتبط ببنية الزمكان وفقًا للنسبية العامة.
أهمل التعليم التقليدي أهمية الإطار المرجعي. إذ ينطبق قانون نيوتن الأول فقط في الأطر العطالية، بينما استخدامه في أطر غير عطالية (مثل تلك التي تتسارع) يؤدي إلى نتائج مضللة. وينطبق ذلك على الحركة الخطية والدورانية على حد سواء، إذ تستمر الأجسام في الدوران إذا لم تؤثر عليها عزوم خارجية.
أعادت النظرية النسبية لأينشتاين تفسير الحركة الحرة بأنها نتيجة تحرك الجسم في مسار جيوديسي في زمكان منحنٍ، مما يجعل قانون نيوتن الأول حالة خاصة من مبدأ أوسع. أما في ميكانيكا الكم، فحركة الجسيمات لا تتبع مسارات محددة، بل يحكمها تابع موجي، مما يربط القصور الذاتي بمفاهيم مثل حقل هيغز والفراغ الكمومي.
وفي سياقات لا تخضع لقوانين نيوتن (مثل المواد الحبيبية أو السوائل)، أظهرت التجارب أن تطبيق القانوم يحتاج إلى مراجعة. كذلك يرى بعض الفلاسفة أن القانون يكشف عن طبيعة الحركة "الافتراضية" في الكون، مما يمنحه بعدًا فلسفيًا إضافيًا.
أشار الباحث دانيال هوك إلى خطأ في ترجمة عبارة من النص اللاتيني الأصلي لنيوتن في طبعة 1729، حيث استُبدلت كلمة "بقدر ما" (quatenus) بـ"ما لم"، مما غيّر المعنى. فبدلًا من القول إن التغيير لا يحدث إلا بفعل قوة خارجية، أراد نيوتن التأكيد على أن كل تغير في الزخم يرتبط بالقوى المؤثرة بشكل مباشر، مما يمنح القانوم دقة أقوى. هذا التصحيح يعيد للقانون معناه الحقيقي ويكشف تعقيده.
رغم مرور ثلاثة قرون، يبقى قانون نيوتن الأول أساسيًا في فهم حركة الأجسام، لكن التطورات الحديثة في النسبية وميكانيكا الكم أعادت صياغة فهمنا له، وأبرزت عمقه كجزء من شبكة أوسع من القوانين تفسّر الكون.
دانييل فوستر
· 17/10/2025