استكشاف هونغ كونغ: مزيج من التراث الشرقي والحداثة

تُعد هونغ كونغ من أبرز الوجهات السياحية العالمية، حيث تجمع بين التراث الشرقي العريق والطابع الغربي الحديث. تقع المدينة على الساحل الجنوبي للصين، وتتميز بتنوع ثقافي غني يعود إلى تاريخها الممتد لأكثر من 700 عام، بما في ذلك الحقبة البريطانية

التي استمرت حتى عام 1997. نتج عن هذا الامتزاج مجتمع متعدد الثقافات مزج بين التقاليد الصينية والنظام الغربي.

يحظى الزوار في هونغ كونغ بفرصة استكشاف معالم تراثية مهمة مثل معبد ماني مو، الذي يعود للقرن التاسع عشر، ودير بو لين في جزيرة لانتاو، والذي يضم تمثال بوذا الكبير "تيان تان بوذا". توفر هذه المواقع تجربة روحية وثقافية عميقة.

في مجال الفنون، تحتضن المدينة متحف هونغ كونغ للفنون الذي يعرض أعمالًا فنية صينية تقليدية ومعاصرة، كما تُقام فعاليات سنوية مثل مهرجان قوارب التنين، الذي يحتفي بالتراث الشعبي من خلال عروض ومنافسات تقليدية.

تشتهر هونغ كونغ أيضًا بكفاءة شبكة النقل، خاصة مترو الأنفاق (MTR)، إلى جانب وسائل تقليدية مثل الترام والعبّارات التي توفر مناظر مميزة لأفق المدينة، وخاصة من مرفأ فيكتوريا.

على صعيد الحداثة، تزخر المدينة بناطحات السحاب مثل مركز التجارة الدولية، وتوفر مناطق مثل كوزواي باي تجارب تسوق من الدرجة الأولى تضم أبرز الماركات العالمية والأسواق الشعبية.

يُعتبر المطبخ المحلي عنصرًا جذابًا للسياح، ويمتاز بالدم سام التقليدي والمطاعم الحائزة على نجوم ميشلان مثل لونج كينج هين، التي تقدم الأطباق الكانتونية الراقية.

رغم طابعها الحضري، توفر هونغ كونغ ملاذات طبيعية مدهشة مثل جزيرة لانتاو ومسار التنين الخلفي، إلى جانب شواطئ هادئة مثل ريبالس باي، المثالية للاسترخاء.

ولمساعدة الزوار، يُفضل السفر بين أكتوبر وديسمبر، حيث يكون الجو معتدلًا، مع توفر التعامل باللغتين الصينية والإنجليزية، وسهولة الخدمات المصرفية ووسائل السلامة العامة، ما يجعل من هونغ كونغ وجهة سياحية متميزة تستحق الاستكشاف.

هانا غريفيثز

هانا غريفيثز

·

14/10/2025

قطط مين كون: العمالقة اللطيفون الذين يحكمون قلوب محبي الحيوانات الأليفة

تُعد قطط مين كون من أشهر سلالات القطط في العالم، تلفت الأنظار بحجمها الكبير وطباعها الهادئة الودودة، فتناسب كل من يحب تربية حيوان أليف. يغلب عليها جسم ثقيل، أذنان واسعتان تغطيهما طبقة من الشعر، عيون لامعة، وفراء كثيف ناعم يمنحها

طلعة لا تُنسى.

بدأت القصة في تايلاند، حيث اعتبرها القدماء جلبة للحظ السعيد والحماية، فاحتضنها الرهبان والعائلات الغنية ومنحوها قدسية خاصة. في آخر القرن العشرين نقلها المسافرون إلى أمريكا وأوروبا، فانتشرت سريعًا بفضل جمالها وشخصيتها القوية.

أبرز ما يُعرف بها الوزن الضخم؛ تتجاوز بعض الإناث والذكور 11 كغم. إلى جانب ذلك، ذكاؤها حاد، تتعلم الأوامر بسرعة، وتُفهم من حولها باستخدام صوتها وحركات جسدها بوضوح.

تُكوّن علاقة وثيقة بأصحابها، تلازمهم في كل غرفة، تستجيب لندائهم، وتشعر بمزاجهم. حين يحزن الإنسان تقترب وتُهدّئه بحنانها، فتُصبح مصدر دعم عاطفي حقيقي.

لإبقائها قوية ومرحة، زوّدها بطعام غني باللحم، امشط فراءها يوميًا لمنع التشابك، خصص لها سريرًا هادئًا وألعابًا تُحرك جسمها، واحجز مواعيد دورية مع الطبيب البيطري.

تأثيرها لا يتوقف عند التسلية؛ تخفف توتر الإنسان وتشجعه على التفاعل مع الآخرين، فتملأ البيت هدوءًا وأمانًا. تربيتها تمنح صاحبها حياة مليئة بالحب والضحك والدفء اليومي.

غريس فليتشر

غريس فليتشر

·

13/10/2025

"شكرًا لحلمك معنا": علامة فارقة في السينما العربية المعاصرة

شهدت السينما العربية في الآونة الأخيرة حركة واضحة تمثلت في تناول موضوعات اجتماعية صعبة بطرق غير تقليدية. ظهر من بين الأفلام فيلم "شكراً لحلمك معنا" للمخرجة الفلسطينية ليلى عباس، الذي نال تقديمًا عالميًا بسبب أسلوبه المؤثر ونقده الصريح للتقاليد الاجتماعية.

استندت عباس في كتابة الفيلم إلى تجاربها الخاصة، خاصة الصعوبات التي تلاقيها المرأة في قوانين الميراث في فلسطين. حصل العمل على تمويل أولي من مؤسسة الدوحة للأفلام، وساهمت منصة “قمرة 2023” في تطويره، فجذب شراكات إنتاج إضافية.

يدور الفيلم حول شقيقتين تواجهان نظامًا يُفضّل الذكور بعد وفاة والدهما ومحاولات أقاربهما حرمانهما من نصيبهما في الميراث. بدمج الكوميديا السوداء والدراما، يعرض الفيلم صراعهما القانوني والعاطفي تحت ضغط العائلة والمجتمع، مقدمًا رؤية متعددة الجوانب حول العدالة والجندر في مجتمعات تُدار بالذكورة.

يركز "شكراً لحلمك معنا" على التمييز بين الجنسين في قوانين الميراث، ويبين مواجهة البطلة وشقيقتها لأخيهما الذي يستند إلى العادات الذكورية. يتناول الفيلم موضوعات مثل الأخوة، الاستقلال، والصمود، ويُسلط الضوء على نضال النساء أمام التقاليد والدين والقانون.

قدمت المخرجة ليلى عباس رؤيتها بأسلوب مباشر يجمع بين السخرية والواقعية، رغم العقبات اللوجستية في فلسطين، مثل نقص الموارد وصعوبة الاستيراد. بدعم فريق دولي، نفذت تصويرًا غير تقليدي أظهر جودة إنتاج عالية.

شاركت في الإنتاج مؤسسات عربية وأوروبية، منها مؤسسة الدوحة للأفلام، ولاجوني للإنتاج (مصر)، وأوغست فيلمز، وإن جود كومباني (ألمانيا). دعمت صناديق أوروبية إنتاج الفيلم، في توجه جديد يعكس انفتاح السينما العربية على تعاونات ت跨越 الحدود الثقافية.

ضم الفيلم مجموعة من الممثلات مثل ياسمين المصري وكلارا خوري، وساهم في تسليط الضوء على مكانة المرأة كمخرجة في السينما العربية، مدفوعًا برؤية فنية ترفض القوالب النمطية.

فاز "شكراً لحلمك معنا" بجوائز في مهرجانات دولية مثل أجيال، ثيسالونيكي، والجونة، مؤكدًا تأثيره الواسع. أشاد النقاد بقوة السرد والنقد الاجتماعي، مما عزز مكانة ليلى عباس كصوت جديد ومختلف في السينما العربية المعاصرة.

يُعد الفيلم مثالًا قويًا على قدرة السينما العربية في تناول قضايا محلية بطابع عالمي، مؤكدًا أهمية الأصوات النسائية والقصص المجتمعية في إحداث تغيير ثقافي.

فيكتوريا كلارك

فيكتوريا كلارك

·

15/10/2025

ما هي ثاني أكبر مدن تونس؟ ولماذا من المهم زيارة صفاقس؟

غالبًا ما تُترك صفاقس جانبًا لمصلحة تونس أو سوسة، رغم أنها ثاني أكبر مدينة في تونس ومركز اقتصادي بارز. تقع على الساحل الجنوبي الشرقي، وتحتفظ بجذور قديمة في التاريخ والتراث، بعيدًا عن الطابع السياحي المعتاد. تأسست في القرن التاسع فوق

أنقاض مدينة رومانية، وتحولت إلى نقطة تجارية وصناعية، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة. تُعرف بعاصمة الاقتصاد التونسي، بفضل مينائها النشيط، وصناعاتها في الصيد البحري وزيت الزيتون، فتصبح شريكًا اقتصاديًا للعاصمة السياسية.

من أبرز معالم صفاقس الثقافية مدينتها العتيقة، التي لا تزال مأهولة بالسكان وليست مجرد موقع أثري. تحيط بها أسوار تعود للقرن التاسع، وتضم أزقة ضيقة وأسواق تقليدية، إلى جانب الجامع الكبير الذي شُيّد عام 849 ميلادي. تضم المدينة متاحف مثل متحف دار الجلولي الواقع في قصر من القرن السابع عشر، ويعرض فنونًا وحرفًا وزيًا تقليديًا. قرب المدينة توجد آثار طينة الرومانية، ما يضيف طابعًا تاريخيًا لمحبي الفن القديم. يميز صفاقس استمرار الحياة اليومية داخل مواقعها التراثية؛ الحِرف اليدوية لا تزال تُمارس، والمهرجانات الشعبية تُقام في ساحاتها.

تقدم صفاقس للزائرين تجربة أصيلة، حيث تعكس الأسواق نبض الحياة التونسية بعيدًا عن التزيين السياحي. يعج السوق المحلي بالتوابل والبضائع المتنوعة، وتُقدَّم أطباق مثل الكسكس الصفاقسي والشرمولة بنكهات مميزة وأسعار مناسبة. كما تُعد جزر قرقنة ملاذًا طبيعيًا هادئًا قريبًا من المدينة، تتميز بشواطئها النقية ووجود الدلافين وآثار رومانية.

الوصول إلى صفاقس ممكن عبر مطارها الدولي وخطوط القطار والطرق السريعة. تتوفر أماكن الإقامة من فنادق فاخرة إلى بيوت ضيافة تقليدية، ويفضل النزول قرب المدينة القديمة للاندماج في أجوائها. يُفضل زيارتها في الربيع أو الخريف لاعتدال الطقس. تستضيف المدينة مهرجانات مثل مهرجان صفاقس الدولي ومهرجان الموسيقى التقليدية، ما يضفي حراكًا ثقافيًا مميزًا. الرحلات إلى القرى الريفية المجاورة تتيح اكتشاف نمط الحياة التونسي الأصيل والتفاعل مع السكان.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

15/10/2025

في القاهرة، يُنشئ الفنانون السودانيون مستقبلاً موسيقياً كان مستحيلاً في وطنهم

يشهد المشهد الموسيقي في القاهرة تغيّراً واضحاً بسبب تدفق فنانين سودانيين غادروا بلادهم بعد الأزمات السياسية والاقتصادية. العاصمة المصرية، بتاريخها الثقافي، أصبحت مكاناً يحتضن الإبداع السوداني، حيث يجد الفنانون مساحة للتعبير وفرصاً للقاء جمهور جديد.

ظلت القاهرة مركزاً للفن في

العالم العربي، وتحتوي على تراث موسيقي كبير. اليوم، تنتشر فيها أنماط متعددة مثل الموسيقى الشعبية والمهرجانات والراب والروك، ما يسمح للفنانين السودانيين، خصوصاً في مجالات الأفروبيت والنوبية والإلكترونية، بالاندماج والتجريب وإثبات وجودهم.

الهجرة السودانية إلى مصر قديمة، لكنها تسارعت بعد النزاعات الأهلية والانقلاب العسكري الأخير. تضم القاهرة جالية سودانية كبيرة، يُقدَّر عددها بما بين 3 و5 ملايين شخص، يعيشون في أحياء مثل عين شمس والمعادي و٦ أكتوبر، حيث تشكل تجمعاتهم نواة لمجتمعات حية تحافظ على التقاليد عبر اللغة والطعام والدين والموسيقى.

الفن السوداني في مصر لا يقتصر على الترفيه، بل يساهم في الحفاظ على الهوية الجماعية. تنظم الجالية أمسيات شعرية ومهرجانات، وتُستخدم آلات مثل الطمبور والعود في المناسبات، ما يعزز حضور الموسيقى السودانية في المشهد الثقافي المصري.

تمنح القاهرة للفنانين السودانيين الهاربين من القمع أدوات للإنتاج والترويج، مثل الاستوديوهات الرقمية ومنصات التواصل. رغم القيود القانونية التي تحد من فرص العمل الرسمية، نجح عدد منهم في الانتشار عبر الإنترنت، وارتفعت إيرادات البث الرقمي بنسبة 35 % منذ 2020.

جيل جديد من الفنانين مثل آسيا مدني وآسيا نادين الروبي وأيمن ماو يعيد تشكيل الموسيقى السودانية من المنفى، ويخلط بين الفلكلور السوداني وأنواع معاصرة مثل السول والتراب. تعكس أعمالهم قضايا المنفى والثورة والهوية، ويستخدم البعض الفن للدفاع عن قضايا اجتماعية وحقوق اللاجئين.

رغم التحديات، يتزايد الاهتمام المحلي والدولي بالموسيقى السودانية المُنتجة في القاهرة. يتوقع المهتمون مضاعفة إنتاج المحتوى الثقافي السوداني في مصر بحلول 2028، مع توقعات بزيادة التعاون الإقليمي بنسبة 25 % بحلول 2026.

في هذا الوضع، تتحول القاهرة من مجرد ملاذ آمن إلى مركز للنهضة الثقافية السودانية، حيث يصبح الفن وسيلة للمقاومة وبناء المستقبل.

باتريك رينولدز

باتريك رينولدز

·

15/10/2025