تقع بحيرة أتلانتا في منتصف غواتيمالا، وهي من أضخم البحيرات التي تشكلت داخل فوهة بركان على وجه الأرض. يقصدها السياح لجمال المنظر ولسرديات قديمة ترويها القرى المجاورة. تولدت البحيرة قبل 85 ألف سنة حين انفجر البركان وانهار جبله، فصارت حوضًا مائيًا ضخمًا. منذ ذلك اليوم تحفّها قصص شعبية وتقاليد دينية، وكانت طريقًا رئيسيًا لتبادل البضائع قبل شق الطرق الحديثة. حولها اليوم قرى صغيرة يسكنها أهالٍ يحافظون على عاداتهم وعلى الغابة والماء.
تفتح البحيرة مشهدًا جبليًا خلفه غابة كثيفة، فيها ممرات للمشي ومناطق للتخييم. يُعرف شاطئ العجائب بمياهه الشفافة، ويغصّ المكان بطيور وزهور لا توجد إلا هنا. يؤجر زورق شراعي أو قارب بمجداف لمن أراد التجول بين الخلجان والجزر الصغيرة.
قراءة مقترحة
لمن يحب الماء، تنتظره ممرات ضيقة بين الصخور تصل إلى كهوف رطبة وشلالات صغيرة. يرافق الزائر مرشد محلي يشرح أسماء النباتات وتاريخ كل صخرة، ويُعطي خوذة وسترة نجاة قبل الانطلاق.
تراث البحيرة حيّ في الأسواق الأسبوعية. ترى نساء يغزلن الصوف بألوان طبيعية، وآخرين يشكلون الفخار على دولاب يدوي. خلال الأعياد تُعزف ماريمba ويُلبس الرجال زي “تشيل” التقليدي. كل قرية تحتفل بطريقتها، فتُظهر تنوعًا مايانيًا لم يُمحَ.
أشهر القرى حول البحيرة: باناخيل حيث السوق العائم، سانتا كروز ذات الشاطئ الرملي الضيق، وباتس التي تفتح مزارع القهوة وحدائق الأزهار لمن يرغب بالتجول. يُنقل الزائر بالقارب إلى تزيلتانانجو ليشاهد بيوت الطين وسقوف القش. متحف إيديو زويمبا يعرض أقنعة طقسية وثياب قديمة توضح كيف عاش المايا على ضفاف البحيرة.
بحيرة أتلانتا تجمع بين الجبل والماء والسرد القديم، فتناسب من يبحث عن نزهة هادئة أو رحلة جبلية أو درسًا في التاريخ.
