عميقًا، امتزج فيه الروماني والإسلامي والمسيحي، فخرجت مدينة بطابع لا نظير له. تحتوي على معالم سياحية عديدة، منها القلعة العربية القديمة، والكاتدرائية الكبرى بأسلوبها القوطي، وقصر موراليس الأندلسي، وعشرات المساجد والمدرجات الرومانية، فضلًا عن المتحف التاريخي الذي يحفظ قطعًا أثرية نادرة.
تنقل زيارة طليطلة الزائر عبر حضارات قديمة متتابعة. تبدأ بالرومان وبقاياهم من مسارح وأقواس تروي حكايات الرفاهية والرقي، ثم تنتقل إلى الحقبة الإسلامية التي زادت المدينة مساجد وخزف وزخارف معمارية خاصة، ثم إلى الحقبة المسيحية التي أعادت طليطلة إلى الواجهة الثقافية والفنية.
في أيام الأندلس، صارت طليطلة مركزًا للعلم والفكر، التأم فيها العلماء والمفكرون، وانعكس ذلك في مبانيها المتناغمة والمتنوعة التي لا تزال تشكل ملامح المدينة اليوم. من أبرز معالمها الإسلامية: المسجد الكبير ذو الأقواس المزخرفة والأعمدة الضخمة.
في العصر الحالي، تبذل المدينة جهودًا واسعة لترميم مبانيها والحفاظ على تراثها، أُطلقت خلالها مشاريع لإعادة بناء ما تهدم وتنظيم جولات توضيحية تشرح للزوار أهمية الحفاظ على الإرث. ساعدت تلك الجهود على جذب السياحة التاريخية والثقافية، فعادت الحياة إلى المدينة وازداد الاهتمام العالمي بها.
طليطلة ليست مجرد مدينة قديمة، بل بوابة تفتح على ماضٍ غني، وصورة حية لهوية إسبانيا المتعددة الثقافات. زيارتها تجربة فريدة تتيح للإنسان الغوص في تاريخ عريق يجسد روعة الشعوب التي تعايشت على أرضها.
باتريك رينولدز
· 21/10/2025