وقت بعيد. فقد ظهرت المجرات في الكون الأول، حين تمركزت كثافات صغيرة من المادة المظلمة تدريجياً وجذبت المادة العادية، فتشكلت أول النجوم. بهذه الطريقة نشأت المجرات الأولية التي اندمجت لاحقاً وتطورت إلى ما نراه اليوم. أما الآن، فلا توجد مؤشرات على ظهور تجمعات جديدة من المادة أو على تكوّن بنى كونية أولية تمهد لولادة مجرات جديدة.
في المقابل، يجادل علماء آخرون بأن بعض المجرات لا تزال تولد. إذا اعتُبر تكوّن النجوم دليلاً على ولادة المجرة، فإن النجوم لا تزال تتشكل في أماكن متعددة. وقد أظهرت دراسات حديثة ارتفاعاً في "دالة الكتلة النجمية"، ما يعني زيادة عدد المجرات الصغيرة والمتوسطة، نتيجة بدء كتل غازية كانت خاملة في إنتاج النجوم.
تتشكل المجرات الصغيرة من مواد موجودة منذ زمن بعيد، بدأت تضيء مؤخراً. أما المجرات الكبيرة، فتنمو عبر اندماج الصغيرة. وتشير دراسات إلى أن تكوّن النجوم مستمر بفضل وفرة الغاز، ما يمنح هذه الكتل فرصة لتصبح مجرات كاملة مع مرور الزمن.
رغم ذلك، فإن تسارع توسع الكون بفعل الطاقة المظلمة يهدد استمرار هذه العمليات على المدى الطويل. فمع ابتعاد المجرات عن بعضها، يصعب تكوّن هياكل جديدة، كما أن معدلات ولادة النجوم انخفضت منذ ذروتها قبل مليارات السنين، ويقل عدد المجرات الجديدة تدريجياً.
مع ذلك، لا تزال المجرات تمر بمراحل تطور، سواء عبر الاندماجات أو استمرار تكوّن بعض النجوم. ويبحث علماء الفلك بعمق في العلاقة بين المادة المظلمة، الطاقة المظلمة، وتوفر الغاز لفهم كيفية تشكل المجرات وتغيرها في الكون الحالي.