الإنسان وتؤثر في علاقاته لاحقًا.
الخصوصية تعني: لا تقترب من جسم الآخر ولا تلمس شيئه إلا بإذن. أوضح للطفل أن يحمي جسمه وأن يحترم مساحة غيره، فيدرك مبكرًا أن من يتجاوز هذه الحدود يرتكب خطأ، كمن يتحرش. ابدأ بتدريبات بسيطة من عمر السنتين: اطلب منه أن يطرق الباب قبل الدخول أو أن يسألك قبل يمسك هاتفك.
أحد الأساليب المفيدة: أعطه ورقة وألوانًا، اطلب منه يرسم دائرة كبيرة حول اسمه، ثم دائرة أصغر حول العائلة، وأخرى أصغر حول أصدقائه. كلما ابتعدت الدائرة قلّت الثقة، فيفهم أنه لا يبوح لكل أحد بأسراره.
خطأ شائع: تُصرّ على الطفل يقبّل عمة أو يعانق جار. الإجبار يُعلمه أن جسده ليس ملكه، فيضعف ثقته. عوّض عن ذلك بتحية كلامية: «صباح الخير» أو «أهلاً» تكفي.
الأب والأم يُقلدان دون قصد. إذا دخلت الحمام وهو بداخله أو فتحت حقيبته دون سؤال، أرسلت له رسالة مباشرة: «مسموح أتعدى حدود الناس». القدوة أسرع طريقة يتعلم بها الطفل احترام الخصوصية.
ضع قواعد مكتوبة على الثلاجة: «نطرق الباب قبل الدخول»، «لا نمسك لعبة لأحد دون إذنه». مع كل سنة عدّل البنود لتناسب عمر الطفل واستوعابه.
علّمه أيضًا أن خصوصية الآخرين خط أحمر. لا يبوح بأسرار صديقه للأم، ولا يفتح درج أخيه دون سؤال. علّمه يقول: «ممكن أشوف؟» قبل يمد يده على أي شيء.
خصّص ركنًا صغيرًا في البيت: سرير باسمه أو درج يحفظ فيه ألعابه. وجود مكان يعود إيه يُعزز شعوره: «أنا لي حدود ولي أشياء خاصة».
حدود الناس تختلف. القبلات مقبولة بين الإخوة، لكنها تُحرج الصديق. اشرح له: «أخوك يحب المعانقة، صديقك يكتفي بتحية، الاثنان صح». يتعلم يقرأ الإشارات ويحترم اختلاف الأذواق.
ريبيكا سوليفان
· 21/10/2025