في إسبانيا والجنادرية في السعودية، ما يظهر تنوّع الرقص الشعبي عالمياً.
الدبكة التاريخ والأصل
تعود كلمة "دبكة" إلى أصل سرياني يعني التتابع أو التلاصق، ويصف حركة الراقصين المتشابكي الأيدي في صف أو دائرة. يُروى أن الدبكة بدأت حين كان يُستدعى شبان القرية للرقص على الأحجار أثناء تمهيد الطرق القديمة، فيسحقون الحجارة بإيقاع الأقدام المنتظم، فكانت وسيلة للتعاون الجماعي لتحسين الممرات وتنظيمها، ثم تحولت لاحقاً إلى رقصة شعبية ما زالت حيّة حتى اليوم.
أنواع وأشكال الدبكة
تعددت أشكال الدبكة بحسب المنطقة الثقافية التي نشأت فيها، ومن أبرز أنواعها:
الدبكة اللبنانية: تتميّز بالقوة والصخب، خاصة في الجنوب اللبناني ذي الأرضية الصخرية.
الدبكة السورية: أقل حدة وأكثر مرحاً، وتنتشر خاصة في الساحل السوري وتُعرف بخفة الخطوات وسرعة الإيقاع.
دبكة الدلعونة: يُرجّح أن أصلها أردني أو لبناني، قوية ومرحة، واسمها مشتق من كلمة سريانية تعني "المساعدة"، ما يعكس طابعها التعاوني.
الدبكة الكرادية الفلسطينية (الطيارة): سريعة الإيقاع بشكل لافت وتُعرف بحيوية خطواتها التي تبدو وكأنها ترفع الأقدام عن الأرض.
الدبكة الدحيّة: بدوية الأصل، وتُقدّم بأغانٍ لا يفهمها إلا أهلها الأصليون.
الجوبي أو الدبكة العراقية: تُؤدى في العراق من قبل راقصين محترفين يُعرفون بالجوابة.
الهورون التركية: رقصة شعبية في منطقة البحر الأسود، وتتميّز بسرعة الإيقاع وخفة الخطوات مقارنة بدبكات الشام والعراق.
رغم اختلاف أشكالها، تبقى الدبكة رمزاً للفرح، والتكاتف الاجتماعي، ووسيلة للحفاظ على الهوية، خصوصاً لدى الشعب الفلسطيني الذي يوظفها أسلوب مقاومة ثقافي في وجه الاحتلال، ليؤكد عمق تراثه وارتباطه بأرضه.
غريغوري فاولر
· 23/10/2025