تاريخيًا، شكلت الجزر حلقة وصل في طرق التجارة بين أوروبا الشمالية والأطلسي، واستوطنها مجتمعات زراعية وصيد نشطة. لا تزال الثقافة الفاروية واضحة في البيوت الحجرية القديمة، والأكلات المحلية، والمهرجانات الشعبية التي تقام على مدار العام.
أعلى نقطة في الأرخبيل هي جبل سلاتاراتيندور بارتفاع 880 مترًا، ويطل من أعلاه على الجزر من جميع الجهات. قرية جاسادالور تُرى من بعيد وكأنها من لوحة خيالية، وإلى جوارها يتدفق شلال مولافوسور، من أجمل الشلالات في المنطقة.
تعيش في الجزر أسراب كبيرة من الطيور البحرية، أبرزها البفن والغلموت، لذا يقصدها هواة رصد الطيور من كل مكان. تنطلق رحلات بحرية قصيرة تُمكّن الركاب من مشاهدة الحيتان والدلافين، إذ تزخر المياه المحيطة بالأسماك والعناصر الغذائية.
يظهر طابع البيئة البحرية بوضوح في المائدة الفاروية، إذ يُقدَّم "سكيربيسك" من اللحم المجفف على الهواء، و"راكفيك" من السمك المخمر. تُقدَّم الأطباق في مطاعم صغيرة تُحافظ على الأسلوب التقليدي، فتمنح الزائر تجربة قريبة من حياة السكان.
تُعد الجزر وجهة مفضلة لمحبي النشاط الخارجي، إذ يُجدف بالكاياك بين الجزر، وتُقطع مسارات المشي الطويلة، وتُركب الأمواج على السواحل المكشوفة. يُعتبر مسار كالفسباخين من أشهر المسارات، يعبر مراعٍ خضراء ومنحدرات مطلة على البحر.
يُنصح من يزور الجزر بأن يحزم ملابس مضادة للماء، لأن الطقس يتبدل سريعًا. تأجير سيارة يُسّر التنقل، خصوصًا مع الأنفاق والجسور التي تربط الجزر الكبرى. تتوفر أماكن الإقامة بين فنادق فاخرة وأكواخ خشبية بسيطة، والحجز مبكرًا يجنّب الزائر الازدحام الصيفي.
فيكتوريا كلارك
· 22/10/2025