عدد من الرسل بها. تحيط بالمدينة القديمة أسوار وبوابات رومانية شهيرة، وتضم شوارع تاريخية أبرزها الشارع المستقيم. في قلب المدينة يقع الجامع الأموي، بناء فني وديني شُيِّد على مراحل منذ العهد الروماني، يجمع بين الحرم والفناء، وزيّنته لوحات فسيفسائية تصور الجنة.
تضم دمشق معالم تاريخية بارزة مثل قصر العظم، التكية السليمانية، قلعة دمشق، وخان أسعد باشا، إضافة إلى نماذج من البيوت الدمشقية التقليدية التي تتسم بفنون معمارية داخلية رائعة، وأشهرها بيت خالد العظم وبيت النابلسي.
تشتهر دمشق بأسواقها التقليدية مثل سوق الحميدية وسوق مدحت باشا وسوق الذهب والبزورية. وتوارثت الأجيال مهارات الحرف الدمشقية كصناعة النسيج الدمشقي "البروكار"، والصدفيات، والموزاييك، والفواكه المجففة، وصناعة السيوف الدمشقية. ارتدت الملكة إليزابيث الثانية ثوب زفاف من البروكار الدمشقي.
تغيّر شكل دمشق عمرانيًا، فبعد أن كانت محصورة داخل الأسوار حتى القرن الثامن عشر، توسعت لتضم أحياء خارجية وتصل اليوم إلى نحو 10 ملايين نسمة. ولا تزال غوطة دمشق متنفسًا طبيعيًا واستجمامًا لأهل المدينة.
يشتهر المطبخ الدمشقي بتنوعه، من المحاشي والكبة والسلطات إلى الحلويات التقليدية كالكنافة والمبرومة والهريسة، التي تُصدّر إلى الخارج. يشارك الدمشقيون من مختلف الأديان طقوسهم وأعيادهم في بيئة من التعايش والتسامح.
عرفت دمشق عبر العصور كمركز ديني، ثقافي، وسياسي، وذُكرت في الكتب السماوية. أسهمت في مجالات الأدب والفكر والعلوم، وتضم مؤسسات ثقافية عالمية ومحلية كدار الأوبرا والمراكز الثقافية الأجنبية والمتاحف، ما منحها لقب عاصمة للثقافة العربية 2008.
ريبيكا سوليفان
· 14/10/2025