نبرة الصوت والتعبير غير اللفظي، وليس فقط الكلمات.
يعكس أسلوب الكلام خلفية الفرد الثقافية والنفسية، ومن خلال النظرية الاجتماعية الثقافية لفايجوتسكي (1978)، نجد أن انعدام الأمن غالباً ما ينبع من تجارب الطفولة ويؤدي إلى أساليب تواصل تتضمن الإخفاء والتلاعب. كما وجد الباحث براون (2020) أن تدنّي احترام الذات يرتبط بالتواصل السلبي الذي يتخذ أشكالاً غير مباشرة.
الكلمات التلاعبية تؤثر نفسياً على الآخرين وتزيد من القلق والتوتر. دراسة نُشرت عام 2017 أوضحت أن 65٪ من الأفراد الذين يتعرضون لهذا النوع من اللغة يعانون من آثار عاطفية سلبية. التفسيرات المختلفة لعبارات مثل "إذا كنت تهتم بي حقاً، فستفعل هذا" تُظهِر كيف تؤثر الحالة النفسية والتجارب السابقة على فهم المعنى.
على الصعيد المهني، تؤدي التفسيرات الخاطئة إلى فقدان الثقة وسوء الفهم، مما يكلف الشركات مليارات الدولارات سنوياً. لذلك، يعزز التواصل الواضح علاقات أكثر استقراراً وكفاءة.
من بين العبارات التي تعبّر عن عدم الأمان والمتلاعبة: "كنت أمزح فقط"، "افعل ما تريد"، "أعتقد أنني سأفعل ذلك بنفسي"، "لن تفهم"، "إذا كنت مهتماً حقاً، فسوف...". تروِّج هذه العبارات للذنب أو التفوق أو رفض المسؤولية بطريقة خفية. الدراسات الحديثة تشير إلى أن من لديهم أنماط ارتباط غير آمنة أكثر عرضة لاستخدام هذا النوع من العبارات بنسبة 40٪.
لتحسين مهارات التواصل وتجنّب العبارات غير الصحية، يُنصَح بتطوير الوعي الذاتي، واعتماد لغة مباشرة باستخدام تعبيرات "أنا"، وتعلُّم الذكاء العاطفي. كما يساعد العلاج المعرفي السلوكي وبرامج الاتصال الواعي مثل التواصل اللاعنفي على إعادة تشكيل الأنماط اللغوية. الثقة بالنفس والتقييم الذاتي يقلّلان من الحاجة إلى اللغة التلاعبية.
في الختام، تُظهِر اللغة الطريقة التي يرى بها الناس أنفسهم والآخرين. استخدام العبارات التلاعبية قد يبدو غير مؤذٍ، لكنه يُنتج آثاراً نفسية قد تكون عميقة. اختيار اللغة بعناية يعزز التواصل الصادق ويدعم العلاقات الإيجابية، كما تشير أيمي كودي إلى أن "كلماتنا تشكل واقعنا".
كريستوفر هايس
· 21/10/2025