
يُعدّ البرجر من أكثر الأطباق شهرةً عالميًا لما يحمله من نكهات متنوعة ترضي الأذواق المختلفة، سواء أُعدّ بطريقة تقليدية أو بطريقة جديدة. ظهر البرجر في القرن الرابع عشر في منطقة ألمانية، وكان عبارة عن لحم مفروم مطهو ببساطة. بعد ذلك،
تغيّر شكله ليصبح رمزًا للمطاعم السريعة، خصوصًا في الولايات المتحدة من خلال "الهمبرغر" و"تشيز برجر". كما ظهر البرجر النباتي كخيار صحي يتلاءم مع الأنظمة الغذائية الحديثة.
من أشهر أنواع البرجر حول العالم: البرجر الأمريكي بتتبيلته التقليدية والجبن؛ البريطاني بنكهات الصلصات والمخللات؛ الياباني المستوحى من السوشي؛ المكسيكي الحار بالجوكامولي؛ الأسترالي بقطع البيض والبيتزا؛ والبرازيلي المُقدّم مع الجبن والفلفل. تختلف الأنواع باختلاف الثقافات، ما يمنح البرجر تنوعًا فريدًا لعشاق الطعام.
تحضير البرجر في المنزل سهل وممتع. تبدأ العملية باختيار اللحم المفضل سواء البقري، الدجاج، أو النباتي، ثم تنكيهه بالتوابل مثل الملح والفلفل والثوم. بعد تشكيل الأقراص، تُطهى على الشواية أو المقلاة حتى تنضج. وأخيرًا، تُقدّم في خبز البرجر مع الخس والطماطم والصلصات حسب الرغبة.
ولإكمال تجربة الطعام، يُنصح بإرفاق البرجر بوجبات جانبية مثل البطاطس المقلية، السلطة الطازجة، أو الخضروات المشوية. تُضيف هذه الأطباق توازنًا غذائيًا وتنوعًا في النكهات.
أما البرجر النباتي، فقد تطور بفضل الابتكارات في الصناعات الغذائية ليحاكي طعم وملمس البرجر التقليدي. تتنوع مكوناته بين العدس، الحمص، الفاصوليا، والخضراوات، ويُحسّن طعمه بإضافة التوابل والأعشاب مثل الكمون والفلفل الحار. يتميّز البرجر النباتي بمحتواه العالي من الألياف وقلة دهونه المشبعة، ما يجعله خيارًا صحيًا يناسب من يتبعون حياة نباتية أو من يرغبون بتجربة وجبات صحية.
وهكذا، يبقى البرجر وجبة غنية بالنكهات والتنوع، تلبي الأذواق المختلفة من التقليدي إلى النباتي، ومن المحلي إلى العالمي، ما يجعله وجبة مثالية ومبتكرة لمحبي الطعام.
شارلوت ريد
·16/10/2025
التراقيين، الإغريق، الرومان، العثمانيين، ويظهر هذا التتابع في حجارتها ومعالمها. تتصدر المدينة القديمة الاهتمام، حيث تتقاطع أزقة مرصوفة بالحصى، بيوت خشبية ملونة، مسرح روماني يُستخدم اليوم في عروض مسائية، وبقايا معابد وأبراج حجرية.
بلوفديف الآن مدينة ثقافية نابضة، نالت لقب عاصمة ثقافية أوروبية عام 2019. منطقة كابانا تُظهر الذروة الفنية: جدرانها مغطاة برسوم ملونة، معارضها مستقلة، محالها تعرض خزفًا وزجاجًا يدويًا، كل ذلك يعكس الثقافة البلغارية اليوم.
تشتهر المدينة بمهرجاناتها، أبرزها مهرجان الجاز الدولي، إلى جانب عروض مسرحية في الساحات وأسابيع أفلام في الهواء الطلق، فتصبح فضاءً فنيًا حيًا.
الطبيعة تحتل جزءًا من جاذبية بلوفديف؛ حديقة القيصر سيميون تُعطي ظلال أشجارها وسط المدينة، وتزداد جمالًا حين تضيء النافورة الموسيقية ليالي الصيف. التلال السبعة المحيطة، وعلى رأسها تلة نبه تبه، تُطل على المدينة بكاملها وتخفي آثارًا قديمة في شرفاتها.
التجربة تبقى ناقصة دون تذوق كبابتشا، بانيتسا، تارادور، أطباق بلغارية تُقدَّم ساخنة أو باردة، تعكس مزيجًا من اللحوم، الجبن، والثوم.
بلوففديف مكان جيّد للتسوق، خاصة لمن يبحث عن هدايا يدوية: سجاجيد صوفية، أساور فضية، خواتم مزخرفة، وتجد كل ذلك في أزقة كابانا.
تبعد المدينة 150 كيلومترًا عن صوفيا، تصلها حافلات كل ساعة وقطارات منتظمة، كما يستقبل مطارها رحلات قادمة من برلين، لندن، وباريس.
الربيع والخريف يمنحان الجو المعتدل، أما الصيف فيحمل على ظهره مواسم أعنف من المهرجانات. بلوفديف تخلط التاريخ بالثقافة والطبيعة فتخرج وجهة لا تشبه غيرها.
كريستوفر هايس
·15/10/2025
تقع جزيرة تيران وسط البحر الأحمر، وتُعد من أجمل أماكن السياحة في السعودية، كما تُعد من أكثرها هدوءًا وخصوصية. بعد أن انتقلت السيادة من مصر إلى المملكة العربية السعودية في عام 2017 ضمن اتفاقية ترسيم الحدود، أصبحت الجزيرة مثالًا على
التعاون بين الدول، والحرص على حماية البيئة. تقع الجزيرة عند مضيق تيران الذي يفصل بين السعودية وسيناء، وتتميز بأنها لم تُبنَ عليها أي منشآت، فبقيت طبيعتها كما هي، مما ساعد على الحفاظ على بيئتها البحرية النادرة.
تُعد جزيرة تيران مكانًا مثاليًا لمحبي الغوص والسباحة بمعدات التنفس، إذ تحيط بها شعاب مرجانية مشهورة مثل شعاب جاكسون، وودهاوس، وجوردون، وتعيش فيها أنواع متعددة من الكائنات البحرية مثل أسماك القرش والسلاحف. تتميز مياه الجزيرة برؤية واضحة تتجاوز 30 مترًا، مما يمنح الزائرين فرصة جيدة لرؤية الطبيعة البحرية عن قرب. كما تكون المياه هادئة في أغلب الأوقات، مما يسمح بممارسة التجديف والأنشطة البحرية الأخرى.
رغم جمال طبيعتها، تمتلك الجزيرة تاريخًا طويلًا وأهمية جغرافية كبيرة. فموقعها عند مدخل مضيق تيران جعلها تتحكم في مرور السفن إلى مينائي إيلات والعقبة، مما جعلها محورًا في أحداث إقليمية، خاصة خلال حرب 1967. على مدى سنوات طويلة، استُخدمت الجزيرة كنقطة مراقبة عسكرية وكقاعدة لقوات حفظ السلام. وبعد أن أصبحت تحت السيادة السعودية، أُعيد التأكيد على أهميتها الجغرافية، ضمن مسار يسعى إلى تعزيز التعاون الإقليمي.
مع توجه السعودية نحو السياحة البيئية ضمن مشروع رؤية 2030، يُتوقع أن تتحول جزيرة تيران إلى وجهة بيئية بارزة. ستُنظَّم رحلات بحرية من الساحل السعودي أو من شرم الشيخ، وستوفر أماكن إقامة بيئية بسيطة. وسيُطلب من الزوار اتباع سلوكيات صديقة للبيئة، مثل استخدام واقيات الشمس غير الضارة، وجلب أدوات الغوص الخاصة بهم. الفترة من أكتوبر حتى أبريل تُعد الأنسب لزيارة الجزيرة، حيث تكون الأجواء مناسبة لرؤية الشعاب المرجانية والاستمتاع بالطبيعة.
دانييل فوستر
·15/10/2025
ويسير مسافات طويلة بحثًا عن الغذاء مستخدمًا حاستي الشم والبصر القويتين. تمنح فروته الكثيفة حماية من حرارة الشمس العالية.
يعتمد بقاء حمار الزرد في بيئته القاسية على نظامه الاجتماعي المتطور. يعيش في مجموعات يتواصل أفرادها عبر إشارات جسدية وأصوات تساعدهم على التحذير من الخطر. عند التعرض لهجوم، يتعاون أفراد القطيع لحماية الضعفاء، مما يزيد من فرص بقاء الجميع. هذا التواصل يعزز الانتماء والأمان داخل المجموعة.
يسهم حمار الزرد في دعم التنوع البيولوجي، إذ يساعد في الحفاظ على موائل أخرى من خلال أسلوبه في الرعي، مما يمنع تدهور الأراضي ويزيد من فرص بقاء الأنواع النادرة. يواجه هذا الحيوان تهديدات متزايدة تشمل الصيد غير المشروع من أجل جلده وأعضائه، وفقدان الموائل بسبب التوسع العمراني والزراعة غير المستدامة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على مصادر المياه والمساحات الخضراء.
ورغم التحديات، يبقى حمار الزرد رمزًا حيًا للبرية الإفريقية. يمثّل حمايته مسؤولية جماعية للحفاظ على الثراء البيئي والثقافي للقارة. يتطلب الأمر رفع الوعي العام بأهمية دوره البيئي وضمان بقائه كجزء أساسي من البيئة الأفريقية للأجيال المقبلة. هو ليس مجرد حيوان، بل أيقونة لطبيعة إفريقيا وأحد أبرز مفاتيح استدامتها.
صموئيل رايت
·13/10/2025
"دجلة" في العربية بفعل "غطّى"، وفي السومرية يُسمى "ادجنا"، وفي السامية "ادجلان"، وهذا يدل على معانٍ لغوية متقاربة تدور حول تغطية الأرض بالمياه.
يجري نهر دجلة في أراضي ثلاث دول: تركيا، سوريا، والعراق، ويمر بمدن كبرى مثل الموصل وبغداد والكوت والعمارة. ورغم بناء سدود عديدة على مجراه، مثل سد دوكان وسد الموصل وسد دهوك، لا تزال مشاريع جديدة تُنجز، أبرزها مشروع جنوب شرق الأناضول التركي، الذي يخفض منسوب المياه ويزيد من احتمال الجفاف في العراق، بسبب قلة الأمطار وتغير المناخ.
شهد نهر دجلة نشوء أبرز الحضارات، من السومرية إلى البابلية والآشورية، ومر بتحولات كبيرة بعد الفتح الإسلامي، منها نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
لم يُعفَ دجلة من الكوارث التاريخية، أبرزها الهجوم المغولي على بغداد، حيث أُحرقت مكتبة بيت الحكمة وغرقت آلاف الكتب والمخطوطات الثمينة في مياهه، حتى تغير لون الماء بسبب الدم والحبر.
في السنوات الأخيرة، أدى تراجع منسوب المياه بسبب السدود وتغير المناخ إلى ظهور آثار تاريخية كبيرة، من أبرزها مدينة "زاخيكو" التابعة لحضارة الميتانيين، والتي كانت مغمورة تحت المياه لأكثر من 3400 سنة، مما كشف عن كنوز أثرية نادرة وجذب اهتمام بعثات أثرية عالمية.
رغم التحديات البيئية والسياسية والاقتصادية، يبقى نهر دجلة رمزًا للحضارة والخصب والازدهار، ويحمل في مجراه تاريخًا غنيًا ومكانة فريدة بين أنهار الشرق الأوسط.
أميليا باترسون
·14/10/2025