تراقبها كما تراقب المدارس. تُنظم دوريات يومية، وتُعطي سكان القرى نصيبًا من أرباح التذاكر مقابل أن يوقفوا الصيد العشوائي. السياح يدفعون ثمن الغرفة، فتذهب نسبة منه لشراء أعلاف للحيوانات ولتعليم أولاد المنطقة.
عندما تصل إلى الشاطئ، تجد رملًا أبيض ناعم يدخل بين أصابعك، والماء فيه درجة حرارة الغرفة. الصيادون يخرجون بالقارب فجرًا ويعودون قبل الظهر، ويبيعون السمك أمامك مباشرة. امرأة عجوز تشوي لك «سمك تيلابيا» على الفحم، وتروي لك كيف بنى جدها القارب من خشب المانغروف. بائعو الخوص يصنعون لك سلة على شكل سفينة في عشر دقائق، ويعطونك إياها بثمن رخيص لأن «البحر علّمهم الكرم».
إذا أردت حركة، تلبس نظارة الغوص وتنزل ثلاثة أمتار فتجد مرجانًا أحمر وسمكة «نيمو» تسبح بين يديك. أو تأخذ لوحًا خشبيًا وتجرب الوقوف على الموج قبل الغروب بساعة. القارب يخرج بك في السابعة صباحًا، والدلافين تركض بجانبه كأنها تتحدى سرعته. بعد يومين في الغابة ويومين في البحر، تشعر أنك أخذت عطلة اثنين في عطلة واحدة.
السياحة هنا لا تعني «أرسل نقودًا وارحل»، بل «ادفع ثمن الغداء فتتعلم فتية القرية كيف يطبخون بدون كهرباء». كل فندق صغير يوظف عشرة شباب من القرية المجاورة، ويشتخض الخضار من حقل الجار. الطريق إلى المحمية تم تزفيته من ضرائب التذاكر، والمدرسة الجديدة بنيت من نسبة 5٪ على كل سرير. النتيجة: الغابة بقيت قائمة، والناس لم يهاجروا إلى المدينة.
إذا أردت صخب الغابة، اصعد إلى السيارة المكشوفة. إذا أردت صوت الموج، اخلع حذاءك وامشِ على الرمل. في كينيا لا تختار بين المغامرة والهدوء، تأخذ الاثنين في نفس اليوم. عندما تعود إلى بلدك، ستجد صورة الأسد وصورة الغروب في نفس الألبوم، وستتذكر أنك جلست على العشب ثم غسلت قدميك في المحيط قبل العشاء.
إليانور بينيت
· 14/10/2025