المكانة الوظيفية.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر جاذبية يتقاضون راتبًا أعلى بنسبة 2.4 % في المتوسط، ويصل الفرق إلى 11 % لأعلى درجات الجاذبية، أي آلاف الدولارات إضافية خلال سنوات العمل. كذلك، تولى الأشخاص الجذابون مناصب قيادية مثل المدراء والمدراء التنفيذيين بمعدل أعلى بنسبة 52.4 %.
حتى بعد احتساب الأداء الأكاديمي والخبرة والجنس والعمر، بقي تأثير الجاذبية ظاهرًا، مما يعزز مفهوم "التحيز الجمالي". يعود السبب إلى أن الناس يربطون الجمال بالكفاءة والثقة والذكاء في الانطباع الأول. كما أن الجاذبية تعزز الثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية منذ الصغر، وهي عناصر أساسية للنجاح المهني. أما "تأثير الهالة" فهي ميل الناس لاعتبار المظهر الجيد دليلًا على الكفاءة.
رغم أن الدراسة شملت خريجي تخصصات إدارية ومهنية - بعيدًا عن عالم الموضة أو المشاهير - إلا أن الجاذبية أثرت بقوة في قطاعات القانون، التكنولوجيا، المالية، والتسويق، حيث تؤثر الأحكام الشخصية في التوظيف والترقيات.
تثير النتائج مخاوف أخلاقية حول تأثير الجاذبية على مبدأ تكافؤ الفرص، خاصة عندما يُفضل صاحب المظهر الجذاب على حساب الكفاءة، مما يقوض جهود التنوع ويعزز التحيزات المرتبطة بالجنس والعرق والمكانة الاجتماعية.
وللحد من هذا التحيز، توصي الدراسة باعتماد مقابلات منظمة، ومراجعات مجهولة للسير الذاتية، وتدريب على التحيز اللاواعي، وتعزيز نظام الترقيات بناءً على أداء قابل للقياس. كما يُرجى استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة أنماط الاختيار وتعديلها.
ختامًا، توضح الدراسة أن الجاذبية لا تضمن النجاح لكنها تمنح أفضلية، مما يستدعي من المؤسسات بناء أنظمة أكثر عدلًا تقلل من تأثير السمات السطحية، وتعيد تعريف "الاحترافية" وفق معايير نزيهة وشاملة.
دانييل فوستر
· 14/10/2025