يمنح الحليب قيمته الغذائية، ويجعل تسخينه أصعب من الماء.
عند التسخين تتجمع بروتينات الحليب، خصوصًا الكازين، فتشكل طبقة رقيقة على السطح تُسمى القشرة. الدهون تساعد البروتينات في تكوين تلك الطبقة. في نفس الوقت يتحول جزء من الماء إلى بخار، لكن البخار لا يخرج ويحتبس تحت القشرة، فترتفع درجة الضغط. حين يكبر الضغط يكفي، يرفع القشرة وينفجر السائل على شكل رغوة تفيض من القدر.
بخلاف الماء، يغلي الحليب بشكل غير منتظم بسبب اختلاف مكوناته وارتفاع التوتر السطحي الناتج عن البروتينات والدهن، فيسهل تكوّن الرغوة واحتباس الحرارة.
تؤثر عدة عناصر على سرعة الفوران: نسبة الدهن (الحليب كامل الدسم يفيض بسرعة)، شدة النار (الحرارة العالية تزيد المشكلة)، شكل القدر (الأوعية الضيقة ترفع الضغط)، وترك الحليب دون تحريك.
لتجنب الفوران، يُفضل وضع الحليب على نار هادئة، تحريكه باستمرار، استخدام قدر عريض، أو وضع ملعقة خشبية أو صحن صغير داخل القدر لكسر التوتر السطحي، مع مراقبة القدر طوال فترة التسخين.
فوران الحليب ليس مجرد حادثة منزلية عابرة، بل نتيجة تفاعل الحرارة مع سائل غير متجانس. فهم هذه التفاصيل يقلل الإزعاج اليومي ويمنح تحكمًا أوضح أثناء غلي الحليب.
غريغوري فاولر
· 14/10/2025