غالباً ما يُنظر إلى الكمال كغاية سامية، لكن هل هو مفيد دائمًا؟ يقول علماء النفس إن السعي المستمر والمفرط للكمال يضر الصحة النفسية. الرغبة القوية في الوصول إلى الكمال ترفع احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، وتؤثر سلبًا في جودة الحياة، بل ترفع خطر الوفاة.
توجد مؤشرات واضحة تدل على أن الكمالية تضر أكثر مما تنفع. أولها: محاولة الوصول إلى الكمال في كل مجالات الحياة، من العمل إلى المهام البسيطة، مما يولّد إحباطًا مستمرًا. ثانيها: التفكير بنمط "إما الكامل أو لا شيء"، إذ يُعتبر المركز الثاني فشلًا وليس إنجازًا، فيُعيق التقدّم الواقعي.
قراءة مقترحة
ثالثها: الالتصاق الشديد برأي الناس يجعل رضاهم الهدف الأساسي، بدل التركيز على الجهد المبذول. رابعًا: الكمالي يجد صعوبة في تقبّل الملاحظات البنّاءة، ويُقابلها دفاعًا سريعًا، فيتوقف تطوره الشخصي والمهني.
في العلاقات الاجتماعية، ينتقد بعض الكماليين الآخرين باستمرار ليشعروا بالتميّز، فيخسرون الأصدقاء ويشدّدون أجواء العمل. كما يميلون إلى المماطلة، إذ يؤجلون الإنجاز خوفًا من الفشل أو من نتائج غير مثالية.
أخيرًا، يحمل الكمالي شعورًا دائمًا بالذنب، إذ يرى أي خطأ بسيط دليل فشل، فيعيش إحساسًا مستمرًا بالتقصير تجاه نفسه والآخرين. مع هذه الحقائق، يبدو السعي وراء الكمال عائقًا أمام حياة متوازنة وسليمة.
