وبرزت شخصيات مثل ابن رشد وابن البيطار، فأصبحت الأندلس مركز إشعاع علمي عالمي.
لكن مع نهاية القرن الخامس عشر، وسقوط غرناطة عام 1492م، أُغلقت صفحة ذهبية، مع ذلك بقي الأثر الأندلسي حاضراً في العلم والفن حول العالم.
تبقى مدن الأندلس مثل قرطبة، إشبيلية، وغرناطة، شاهدة على عظمة تلك الحقبة. قرطبة، بجوامعها وأسواقها القديمة، كانت عاصمة العلم والفكر؛ وإشبيلية، بقلعتها وحدائقها، تعكس الحياة الأندلسية الدافئة. أما غرناطة، فبقصر الحمراء، تروي قصة الحضارة الأندلسية عبر هندسة فنية فريدة.
تزخر الأندلس بمواقع تاريخية مثل الحمراء، تحفة معمارية تعكس ذروة الفن الإسلامي، ومدينة الزهراء التي تُظهر البذخ والتقدم، بالإضافة إلى "فناء البرتقال" في قرطبة، مثال للتناغم بين الطبيعة والعمارة.
ولا تكتمل زيارة الأندلس دون تجربة ثقافتها؛ من المأكولات المستوحاة من التقاليد العربية والإيبيرية، إلى عزف الفلامنكو الذي يمس الروح، مروراً بالفنون اليدوية التي تعكس المهارات الأندلسية الأصيلة.
وفي المهرجانات والاحتفالات الفلكلورية، يعيش الزائر تواصلاً مباشراً مع إرث حي يعكس عمق التعدد الثقافي. فالأندلس ليست مجرد موقع على الخريطة، بل كنز ثقافي ملهم لكل من يرغب في فهم التاريخ والجمال.
تُرسل الأندلس رسالة خالدة لكل باحث عن الإلهام، إذ تمثل رمزاً للانفتاح والإبداع والتعايش الذي لا يزال يُدهش العالم حتى اليوم.
ريبيكا سوليفان
· 14/10/2025