أقرب إلى لحظة الانفجار العظيم.
ظهرت فكرة تلسكوب جيمس ويب في تسعينيات القرن الماضي، وبدأ العمل به رسمياً عام 1996 بتعاون بين وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية. بعد أكثر من عشرين عاماً من التصميم المعقّد والتأخير، انطلق التلسكوب في ديسمبر 2021، ليبدأ مرحلة جديدة في رصد الفضاء.
يتميّز تصميم التلسكوب بمرآة رئيسية قطرها 6.5 أمتار، تتكوّن من 18 قطعة سداسية مطلية بالذهب، ويحميها درع شمسي من خمس طبقات بحجم ملعب تنس تقريباً، يبعد حرارة الشمس عن أجهزته. يحمل أربعة أدوات رئيسية: NIRCam وNIRSpec وMIRI وFGS/NIRISS، تدرس المجرات والنجوم والكواكب الخارجية بدقة لم تتحقق من قبل.
يركّز التلسكوب على دراسة أول المجرات ونشوء النجوم والأنظمة الكوكبية، ويفحص غلافات الكواكب الخارجية بحثاً عن مؤشرات حياة. يصل إلى أعماق الكون، ويجبر علماء الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات على إعادة النظر في كثير من أفكارهم.
رصد العلماء بواسطة التلسكوب أقدم المجرات، وتفاصيل دقيقة للغاز والغبار بين النجوم. كما فحص تركيب غلافات كواكب تقع خارج النظام الشمسي، ووثّق مراحل تكوّن النجوم وتطورها.
أثّر التلسكوب في علم الكونيات تأثيراً عميقاً، إذ زوّد الباحثين بمعلومات تدعو إلى مراجعة نموذج Lambda-CDM، وفهم المادة والطاقة المظلمة. كما أعاد فتح ملف ثابت هابل وسرعة توسّع الكون، ممهداً الطريق لفهم مصير الكون على نحو أعمق.
يُنتظر أن يبقى التلسكوب في الخدمة أكثر من عشر سنوات، مع خطط ليرى أعمق بدايات الكون، ويبحث عن كواكب صالحة للحياة. سيعمل إلى جانب تلسكوبات قادمة مثل نانسي جريس رومان، فيدفع علم الفضاء والكون إلى الأمام.
كريستوفر هايس
· 20/10/2025