يشير خبراء علم النفس إلى أن سرقة المتاجر ليست مجرد جريمة، بل ترتبط غالباً بجذور نفسية عميقة مثل الصدمات، الحزن غير المعالج، والإساءات القديمة. في بعض الحالات، تُستخدم السرقة كوسيلة للتأقلم مع أحداث حياتية صعبة مثل الطلاق أو وفاة شخص قريب.
يُطلق علماء النفس على هذا النوع من التصرفات "السرقة غير المنطقية"، وهي لا تستند إلى حاجة مادية، بل إلى دوافع داخلية مضطربة مثل الاكتئاب، الرغبة اللاواعية في العقاب، أو البحث عن الإثارة. يرى البعض أن الجشع أو الطموح الاجتماعي يلعب دوراً، بينما يرفض آخرون تبرير السلوك بالعوامل النفسية فقط.
قراءة مقترحة
تشير الأدلة إلى أن بعض الأثرياء يسرقون بدافع التحدي أو الشعور بالتفوق، بهدف كسر القواعد وإثبات الذات داخل النظام الاجتماعي. ترتبط هذه الظاهرة بمفاهيم في علم النفس الاجتماعي، حيث لوحظ أن الأفراد ذوي المناصب أو الثروة يظهرون سلوكيات غير أخلاقية أكثر من غيرهم، مثل الغش والتعدي.
أظهرت دراسات سلوكية أن سائقي السيارات الفارهة يلتزمون بالقوانين بدرجة أقل، كما أظهرت "تجربة الحلوى" أن الأغنياء يأخذون كميات أكبر من الحلوى، مما يعكس شعورهم بالاستحقاق. يفسر بعض العلماء هذا السلوك بأن الثروة تولد شعوراً بالحماية من العقوبة والمساءلة، ما يضعف البوصلة الأخلاقية لديهم.
في المقابل، يمتلك ذوو الدخل المنخفض روابط مجتمعية أقوى تردعهم عن مثل هذه السلوكيات، حيث يولد الانتماء حساً أعمق بالمسؤولية تجاه المجتمع. الخوف من الإذلال العام يدفعهم أيضاً إلى الالتزام الأخلاقي. تساهم هذه الشبكات في نقل القيم وضبط السلوك داخل المجتمعات الأقل ثراء.
إلى جانب العوامل النفسية والاجتماعية، تدخل التكنولوجيا في المشهد. في أنظمة الدفع الذاتي بالمتاجر، يقل الإشراف المباشر، ما يدفع بعض الأشخاص إلى استغلال نقص الرقابة وارتكاب السرقة، خاصة من يعتبرون أنفسهم فوق القوانين.
